أخبار عاجلة

الزاوية البصيرية تحتفي بأهل التصوف

الزاوية البصيرية تحتفي بأهل التصوف
الزاوية البصيرية تحتفي بأهل التصوف

احتضنت زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير بجماعة بني عياط، إقليم أزيلال، فعاليات ندوة علمية دولية استمرت ثلاثة أيام، من 17 إلى 19 يونيو الجاري، نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت شعار: “عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية”، وذلك برعاية أمير المؤمنين الملك محمد السادس.

جاء تنظيم هذه الندوة بشراكة مع شعبة الدراسات الإسلامية والمختبرات والماسترات التابعة لها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ضمن جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وبتنسيق مع عمالتي أزيلال والفقيه بن صالح، في إطار تخليد الذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة المجاهد سيدي محمد بصير بمدينة العيون سنة 1970، التي تمثل محطة بارزة في سجل النضال الوطني ضد الاستعمار الإسباني.

في كلمته الافتتاحية، أكد الشيخ إسماعيل بصير، رئيس المؤسسة، أن هذه الندوة تعبر عن وفاء لرجل قاوم بالكلمة والموقف، وارتبط بالعلم والتصوف، ودافع بشجاعة عن الهوية المغربية في الصحراء في مواجهة الظلم الاستعماري. وأوضح أن الزاوية البصيرية ما تزال تؤدي رسالتها العلمية والتربوية خدمة لقيم الإسلام المعتدل.

وشدد على أن أهل التصوف لم يكونوا في يوم من الأيام بمعزل عن العلوم، بل كانوا في طليعة العلماء في الفقه، الحديث، التفسير، وعلوم التربية والسلوك، مشيرا إلى أن التصوف الأصيل جزء لا يتجزأ من الشريعة والهوية الحضارية المغربية؛ إذ أسهم عبر العصور في بناء منظومة متكاملة من القيم الدينية والأخلاقية، وكان رافدا أساسيا في تكوين الإنسان المغربي المتوازن والمعتز بدينه والمنفتح على عصره.

كما استعرض إسماعيل بصير مصير المجاهد محمد بصير، الذي لا يزال مجهولا منذ اختطافه من طرف سلطات الاستعمار الإسباني، مطالبا الحكومة الإسبانية بتحمل مسؤوليتها التاريخية في كشف ملابسات اختفائه وتمكين أسرته من دفنه في رحاب الزاوية.

شهدت الندوة مشاركة واسعة لنخبة من الأكاديميين والعلماء والباحثين من أكثر من 15 دولة، من بينها فلسطين والعراق والسنغال، وموريتانيا وتونس ومصر، واليمن وسوريا وكوت ديفوار وفرنسا، إلى جانب شخصيات دينية وفكرية من مختلف جهات المغرب. وتركزت الجلسات العلمية على محاور عدة، منها علاقة التصوف بالمدارس العلمية التقليدية، وأدوار الزوايا في حفظ ونقل المعرفة، فضلاً عن إسهامات التربية الروحية في مواجهة تحديات العصر، مع التأكيد على أهمية التكامل بين العقيدة والسلوك في بناء الإنسان.

شارك في هذه الندوة عدد من الأكاديميين البارزين، من بينهم محمد بالأشهب، عميد كلية الآداب بجامعة السلطان مولاي سليمان، والبروفيسور الخضر عبد الباقي، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، وعبد الله بوصوف، الأمين العام للمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى جانب الشيخ القاضي مرتضى بوسو من السنغال، والدكتور عبد الهادي أحمد عبد الكريم من تشاد، والشيخ الحبيب عمر بن سالم من اليمن، وغيرهم من الباحثين الذين قدموا مداخلات علمية حول إسهامات التصوف في العلوم الشرعية والإنسانية عبر مناطق متعددة.

كما تضمنت الندوة بحوثا علمية هامة قدمها باحثون وعلماء من دول عدة، من بينهم الخضر عبد الباقي، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، الذي قدم تصورا ناقدا للممارسات المعاصرة في التصوف وقياداته. كما استعرض محمد إبراهيم العشماوي جهود تصحيح صورة التصوف المعاصر عبر دراساته في جامعة الأزهر، بينما تناول الشيخ عبد الهادي الخرسة من سوريا العلاقة العميقة بين التصوف والعلوم الشرعية في مختلف مناطق العالم. هذه المداخلات وغيرها أكدت على الدور المحوري لأهل التصوف في بناء العلوم الدينية والإنسانية عبر العصور.

وتميزت الندوة أيضاً بتوقيع اتفاقيات شراكة علمية وثقافية، وشهدت تكريم الطلبة المتفوقين في امتحانات البكالوريا بمدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، اعترافا بإنجازاتهم وتميزهم الأكاديمي. كما تم تكريم عدد من المشاركين والمحسنين المساهمين في دعم مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، مع دعاء خاص لأمير المؤمنين بالنصر والتمكين، ولقضية المجاهد محمد بصير بالكشف عن مصيره وإنصاف قضيته.

اختتمت الجلسات العلمية مساء الأربعاء، وأقيم الحفل الختامي الرسمي اليوم الخميس في مجلس للذكر والإنشاد، بحضور شخصيات وطنية ودولية مرموقة. وخلال هذا اللقاء، رفعت برقية ولاء وإخلاص إلى الملك محمد السادس، تعبيرا عن الوفاء والتماسك الوطني حول القيادة الرشيدة، وتأكيدا على وحدة الوطن واستقراره.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فواكه تساعد على طرد السموم من الكبد والكلى
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية