قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن التحذير الروسي من كارثة نووية وشيكة في الشرق الأوسط يعكس إدراكًا عميقًا لخطورة التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت على بُعد "مليمترات" من انفجار واسع النطاق قد يُشعل حربًا إقليمية أو عالمية.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن دخول موسكو على خط الأزمة بقوة لا يعكس فقط موقفها كحليف استراتيجي لإيران، بل كطرف فاعل يسعى للعب دور في صياغة الحلول وتثبيت التوازنات، موضحًا أن روسيا تدرك تمامًا حجم التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، وكذلك قدراتها العسكرية، وخاصة امتلاكها لصواريخ فرط صوتية يمكن أن تطال منشآت نووية إسرائيلية مثل مفاعل ديمونة.
وأشار الدكتور سيد أحمد إلى أن تحركات الولايات المتحدة وتحذيرات البنتاغون ورفع مستوى التأهب في قواعدها العسكرية بالمنطقة تؤكد جدية التهديد، لكنها أيضًا تعكس قلقًا أمريكيًا متناميًا من قدرة إيران على توجيه ضربات دقيقة قد تطال مواقع استراتيجية أمريكية بسهولة، مؤكدًا أن إيران أثبتت خلال الأيام الماضية امتلاكها لترسانة متقدمة تؤهلها للردع والهجوم في آنٍ واحد.
وحذر أستاذ علم الاجتماع السياسي من أن أي تدخل عسكري مباشر من واشنطن سيحوّل الصراع إلى مواجهة كبرى، قد تتسع إلى حرب عالمية ثالثة، مشددًا على أهمية التحرك العاجل نحو التهدئة، والانصات لصوت الدبلوماسية المصرية والعربية، لما لها من ثقل في المنطقة.
كما أشار إلى أن بعض التصريحات الغربية، التي تُروّج لاحتمالية تدخل أمريكي وشيك، قد تكون مجرد ضغوط نفسية على طهران في محاولة لإجبارها على التراجع أو القبول بشروط تفاوضية مجحفة، مضيفًا أن هذه التكتيكات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والانزلاق نحو حرب لا تُحمد عقباها.
وأكد أن العالم كله أصبح معنيًا بوقف هذا التصعيد المتسارع، وأن تحذيرات موسكو وبكين يجب أن تُؤخذ بجدية، لأنها صادرة عن قوى كبرى تدرك تكلفة الحرب وتداعياتها الدولية.
