الخميس 19 يونية 2025 | 10:06 مساءً

سوق السيارات الكهربائية الصينية في البرازيل
في خطوة تعكس تصاعد نفوذ الصين في قطاع السيارات العالمي، رست أكبر سفينة لنقل السيارات في العالم في ميناء "إيتاجاي" البرازيلي أواخر الشهر الماضي، محملة بما يعادل 20 ملعب كرة قدم من المركبات، في إشارة واضحة إلى التوسع السريع للعملاق الصيني BYD في السوق البرازيلية.
ورغم أهمية هذه الخطوة تجاريًا، فإنها أثارت ردود فعل غاضبة من قِبل المسؤولين في قطاع صناعة السيارات البرازيلية والنقابات العمالية، الذين حذروا من أن تدفق السيارات الكهربائية الرخيصة من الصين قد يُلحق ضررًا بالغًا بالإنتاج المحلي ويهدد آلاف الوظائف.
سوق السيارات الكهربائية الصينية في البرازيل
أرسلت BYD، وهي أكبر منتج عالمي للسيارات الكهربائية والهجينة، أربع شحنات إلى البرازيل منذ بداية 2024، محملة بنحو 22 ألف مركبة.
وتوقع اتحاد مصنّعي السيارات البرازيليين، ارتفاع واردات السيارات الصينية هذا العام بنسبة 40% لتصل إلى 200 ألف سيارة، ما يشكل نحو 8% من إجمالي تسجيلات المركبات الخفيفة في البلاد، وفقًا لتحليل أجرته وكالة "رويترز".
ضغط متصاعد لتعديل الرسوم الجمركية
تتهم جهات صناعية وعمّالية الصين باستغلال الرسوم الجمركية المنخفضة المؤقتة في البرازيل، وتضغط بقوة على الحكومة لتسريع زيادة التعريفات على واردات السيارات الكهربائية إلى 35% بدلاً من تطبيقها تدريجيًا حتى 2026.
وقال أروالدو دا سيلفا، رئيس اتحاد IndustriALL Brasil: "العالم يغلق أبوابه أمام الصينيين، لكن البرازيل لا تزال مفتوحة".
سوق السيارات الكهربائية الصينية في البرازيل
فائض إنتاج وسياسة توسعية
برزت البرازيل كنقطة جذب رئيسية في حملة التوسع العالمية لشركات السيارات الصينية التي تواجه فائضًا في الإنتاج نتيجة الطفرة الصناعية في الداخل، وبعد أن أصبحت الصين أكبر مصدر للسيارات في العالم عام 2023، بدأت بتوجيه جزء كبير من إنتاجها إلى أسواق مثل أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وأوروبا.
وتواجه BYD عراقيل في أسواق أخرى، من بينها أوروبا التي فرضت رسومًا تصل إلى 45.3% على واردات السيارات الصينية، والولايات المتحدة التي فرضت تعريفات جمركية تفوق 100% بالإضافة إلى حظر برمجيات صينية داخل السيارات.
تعهدات غير مكتملة
في عام 2023، أعلنت BYD عن شراء مصنع "فورد" السابق في ولاية باهيا، وسط وعود بخلق وظائف وتحفيز الصناعة الخضراء، إلا أن الجدول الزمني لتشغيل المصنع تأجل إلى ديسمبر 2026 نتيجة مخالفات متعلقة بالعمل في موقع البناء.
وفي المقابل، افتتحت شركة GWM الصينية مصنعًا جديدًا بعد تأخير دام عامًا، ومن المتوقع بدء إنتاج سياراتها هذا الشهر.
وتقول الحكومة البرازيلية إن الجدول الزمني للتعريفات المتزايدة يراعي خطط التطوير الصناعي ونضج التصنيع المحلي.
غياب القيمة المضافة
عبّر عدد من ممثلي النقابات عن قلقهم من غياب أي علاقة لـBYD مع الموردين المحليين، وهو ما يضعف القيمة المضافة حتى لو بدأ المصنع العمل، في ظل استيراد التكنولوجيا والمكوّنات من الخارج.
وقال دا سيلفا: "ما الفائدة من وجود مصنع هنا إذا كانت كل القيمة والتكنولوجيا تأتي من الخارج؟".
سوق السيارات الكهربائية الصينية في البرازيل
مستقبل السيارات الكهربائية في البرازيل
رغم هذه التحديات، تستمر مبيعات السيارات الكهربائية في النمو في البرازيل، حيث تمثل السيارات الصينية أكثر من 80% من هذه المبيعات، وتتمتع البلاد بثروات طبيعية مهمة مثل الليثيوم، إلا أن البنية التحتية لإنتاج مكونات السيارات الكهربائية لا تزال قيد التطوير.
وأكد ريكاردو باستوس، رئيس جمعية السيارات الكهربائية البرازيلية، أن شركته GWM تتفاوض حاليًا مع حوالي 100 مورد محلي لتأمين عقود للمصنع الجديد، مضيفًا أن السوق ستشهد هذا العام تعايشًا بين السيارات المستوردة والمصنّعة محليًا.
وتقف حكومة الرئيس لولا دا سيلفا بين مطرقة حماية الصناعة المحلية وسندان الوفاء بالتزاماتها البيئية، في وقت تسعى فيه إلى إحياء الاقتصاد الصناعي وتعزيز صورتها الخضراء قبل استضافة قمة المناخ COP30 في نوفمبر المقبل.
ويكمن التحدي الرئيسي في تحقيق توازن بين تشجيع التكنولوجيا النظيفة وحماية الصناعة الوطنية من المنافسة الصينية الكاسحة.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.