تستمر “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” بالمغرب في الحشد و”تكثيف التعبئة” تجاه عموم المواطنين والمواطنات ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن الأحزاب والنقابات، داعية من خلال ندوة صحافية عقدتها اليوم الخميس بمقرها في الرباط “كلّ القوى السياسية والنقابية والمدنية والشعب المغربي” إلى المشاركة المكثفة في مسيرة شعبية الأحد المقبل.
هذه المسيرة التي أطلِقت الترتيبات الخاصة بها وشُرع في الاستعداد لها قبل أيام، وفق ما أفادت به السكرتارية الوطنية لـ”مجموعة العمل”، تعد الثالثة من نوعها في ظرف أقل من ثلاثة أشهر، “رفضًا للإبادة والتطبيع”.
المنسق الوطني لمجموعة العمل من أجل فلسطين، عبد الحفيظ السريتي، بسَطَ من خلال تصريح تلاه خلال الندوة، زوال اليوم الخميس، دواعي المسيرة الوطنية الشعبية قائلا: “بما أننا لم نتمكّن مع عدد كبير من المغربيات والمغاربة الذين سجلوا أسماءھم في المنصة التي أطلقتھا مجموعتنا من الحصول على تأشيرة السفر إلى مصر من أجل المشاركة في ‘مسيرة الأحرار’ التي تعرضت ھي الأخرى لعراقيل كثيرة، حالت دون وصولھا إلى معبر رفح للتعبير عن موقف شعوب أكثر من ثلاثين دولة من عدوان الإبادة الجماعية وجريمة التھجير القسري وحرب التجويع التي فرضھا الإجرام الصھيوني على سكان غزة، فإننا قررنا أن نكون يوم الـ 22 من الشھر الجاري في الميدان للتعبير عن موقفنا ورفع صوتنا ضد الجرائم”.
ومضى المتحدث، أمام وسائل الإعلام، موردا أن “هذه الجرائم التي يرتكبھا نتنياھو وعصابته تدفعُنا لنجدد تأكيد دعمنا للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى انتزاع حقوقه الثابتة على كامل أراضيه من البحر إلى النھر، واستمرارنا في مناھضة التطبيع”، مجددا، ضمن السياق، “مطالبة المجموعة المسؤولينَ المغاربة بإنھاء كل العلاقات مع العدو الصھيوني وإغلاق مكتب العار ببلادنا”، بحسب تعبيره.
واعتبر المنسق الوطني لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطين” أنه “لا بأس من التذكير بأن الأخيرة كانت أعلنت مشاركتھا في ‘المسيرة العالمية نحو غزة’، وراسلت السفارة المصرية ووزارة الخارجية المغربية لتسھيل تنقل المغاربة إلى القاھرة ليكونوا جزءا من الحركة العالمية لكسر الحصار عن غزة وتمكين الأطفال والنساء والشيوخ من الطعام وفتح المعابر ووقف العدوان الذي مازال مستمرا في ھذه الدقائق في حصد الأرواح، التي فرض عليھا العدو الصھيوني حصارا جائرا، فشل المجتمع الدولي في وضع حدٍ له”.
“أربع رسائل”
وبحضور قيادات وأعضاء السكرتارية الوطنية لـ”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، التي عبّرت عن “ضرورة الحشد واستمرار التعبئة المتواصلة” لإنجاح مسيرة الأحد القادم، أكد السريتي أن “مسيرة الرباط تبعث برسائل عديدة”، محددا إياها في أربع.
الرسالة الأولى، وفق ما تلاه المتحدث ضمن تصريح الندوة، تتمثل في أن “الشعب المغربي مستمرٌ في دعمه وإسناده للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ولكل المبادرات المنحازة للحق والعدل ومناھضة للعدوان”؛ أما الثانية فهي “للمجتمع الدولي، وما عليه من واجب في أن يتحرك للجم تغول الإمبريالية الأمريكية التي تدفع العالم نحو الفوضى العارمة”، فيما الثالثة “تتوجه للبلدان العربية والإسلامية التي توجد على ھامش المشاريع الكبرى في إعادة رسم الخرائط وتقسيم المنطقة، مشددة على أن على عاتقھا مسؤولية كبرى في ضياع المنطقة والتحكم فيھا من طرف القوى الاستعمارية الصھيونية”.
والرسالة الرابعة والأخيرة وجّهتها الهيئة ذاتها إلى الشعوب وقواھا الحية، لكونها “مطالَبَة بمضاعفة الجھد وتوحيد صفوفھا واستنھاض قواھا لصد ھذه الھجمة الشرسة التي تقودھا القوى الاستعمارية الجديدة”، بتعبيرها.
“انفجار الأوضاع”
السكرتارية الوطنية للهيئة الداعمة لنضالات الشعب الفلسطيني، التي تضم فعاليات مغربية متعددة مدنية ودعوية وقانونية، أوضحت أثناء الندوة ذاتها سياق “مسيرة 22 يونيو”، مسجلة أنها “تتزامن مع انفجار الأوضاع وتمدد العدوان ليشمل الجمھورية الإسلامية الإيرانية من طرف الكيان الغاصب المدعوم من الإدارة الأمريكية، الشريك العضوي في كل الجرائم التي كانت شعوب المنطقة ھدفاً لھا”، بحسب توصيفها.
وبعد مرور أسبوع على التصعيد العسكري الإسرائيلي-الإيراني عبّرت “مجموعة العمل” عن “شجبِها بأشد العبارات الھجمات الصھيونية الغادرة ضد إيران”، مُعيدةً التأكيد على أن “كيان الاحتلال الصھيوني الذي تم استنباته في قلب منطقتنا ما ھو إلا قاعدة عسكرية وأداة وظيفية للإمبريالية العالمية في السيطرة والھيمنة على مقدرات أمتنا العربية والإسلامية”، مردفة بالتحذير: “مِن المحقق أن ھذا العدوان الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى تھديد الأمن والاستقرار العالمي، ولا تعير أي اعتبار لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وسيادة الدول، يدفع المنطقة إلى انفجار كبير لا يبقي ولا يذر. والأكيد أن الخطر بات على أبواب عدد من الدول العربية، وخاصة منھا التي طبعت مع عدو مجرم، لا يتردد في إعلان أھدافه التوسعية لتشمل بلدانا عربية أخرى”.
وختمت “المجموعة” بأنها تتوجه إلى “كل المغاربة الأحرار للمشاركة المكثفة ليكونوا في موعد المسيرة الوطنية يوم الأحد 22 يونيو، من أجل أن يكون صوتُنا صرخة قوية من أجل وقف العدوان وتقديم كل ما يحتاجه الشعب الفلسطيني من طعام ودواء وخيام”.
" frameborder="0">