أتى حريق اندلع اليوم الخميس على مستوى غابة واد راس بجماعة عين لحصن ضواحي مدينة تطوان على مساحة شاسعة من الغطاء الغابوي المشكل أساسا من أشجار الصنوبر.
وقال فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه، لهسبريس، إن الحريق انطلقت شرارته الأولى حوالي الساعة 12 بعد الزوال في بؤرة أولية قبل أن تظهر بؤرة ثانية على بعد حوالي كيلومتر واحد تقريبا.
واستنفر الحريق المذكور فرق الإطفاء من أجل إخماده، ومختلف المصالح المتدخلة. كما استدعى الأمر الاستعانة بتدخلات جوية تقودها 4 طائرات “كنادير” من أجل السيطرة على النيران وتطويقها.
وأضاف العسالي أن الحريق تم تطويقه على مستوى البؤرة الأولى وإخماد لهيبه في وقت وجيز بفضل الطلعات الجوية التي أسهمت بشكل كبير في دعم الجهود البرية، مقدرا المساحة الإجمالية المتضررة بحوالي 15 هكتارا من الغطاء الغابوي الكثيف، ومشيرا إلى أن جهود الإطفاء مازال مستمرة حتى الآن من أجل السيطرة على النيران.
وأكد المسؤول ذاته أن التدخل السريع والتواجد الميداني لمختلف المتدخلين، من أفراد الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، إضافة إلى عناصر المياه والغابات التي تشرف على تأطير التدخلات، أسهم في احتواء الحريق والحيلولة دون اتساع رقعته؛ وبالتالي تفادي خسائر فادحة.
وأورد رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه أن المنطقة تعرف ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة وهبوب رياح قوية تصل سرعتها إلى 20 كيلومترا في الساعة، مشددا على أن المجهودات والأبحاث التي باشرتها السلطات المحلية مكنت من توقيف شخص يشتبه في تورطه في إضرام النار.
وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات كشفت عن تفاصيل التحيين الجديد لخرائط التنبؤ بالحرائق بالمغرب خلال الفترة ما بين 16 و20 يونيو الجاري.
وحسب هذا التحيين جرى تحديد وضعية الأقاليم بالمغرب حسب درجة الخطورة ومدى حساسية تعرّضها لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، حيث تم تصنيف مجموعة منها ضمن المستوى الأحمر (خطورة قصوى)، وضمن المستوى البرتقالي الذي يحيل على “خطورة مرتفعة” جرى وضع كل من أكادير-إداوتنان والحسيمة وبركان، والفحص-أنجرة وإفران، وخنيفرة والمضيق-الفنيدق، والناظور ووزان، ووجدة-أنجاد والصخيرات-تمارة، وتاوريرت وتارودانت وتطوان.
وأكد العسالي أن النشرات الإنذارية ساهمت في سرعة التدخل من خلال التجند والاستعداد لمكافحة مثل هذه الحوادث، داعيا إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها، وكذلك من طرف المصطافين والزوار، مع تفادي أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، وإبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.
يشار إلى أن الجهود البرية والجوية مازالت مستمرة إلى غاية كتابة هذه الأسطر من أجل إطفاء ألسنة اللهب والسيطرة على الحريق الذي استنفر السلطات، ومن المنتظر أن يخلف خسائر قد تكون فادحة في مكونات الغابة.