
علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع في موريتانيا، أن أفرادا من الجيش الجزائري، مكلفين بحراسة الحدود، توغلوا داخل الأراضي الموريتانية مساء أول أمس الثلاثاء أثناء مطاردتهم مهربين “صحراويين” ينتمون إلى مخيمات تندوف بالقرب من منطقة “لبريكة” في موريتانيا، التي تعرف بأنها من أكبر مراكز التهريب في المنطقة.
وذكر المصدر ذاته أن “هذا الحادث ليس هو الأول من نوعه، إذ سبق للقوات الجزائرية أن توغلت عديد المرات داخل الحدود الموريتانية غير المحروسة أثناء محاولات توقيف مهربي الوقود والمواد الغذائية من الجزائر إلى موريتانيا”، مبرزًا أن “الحدود الغربية بين الجزائر وموريتانيا، القريبة من تندوف والرابوني، يوجد بها معبر حدودي رسمي، وتعرف تواجد قواعد عسكرية جزائرية، غير أن بها أيضًا طريقا غير محروسة تستعملها عناصر البوليساريو للدخول إلى موريتانيا”.
وأورد المتحدث: “بالنظر إلى غلاء أسعار الوقود، وكذا بعض المواد الغذائية في موريتانيا، مقارنة بالجزائر، فإن هذا الأمر يفتح شهية المهربين، خاصة من أبناء المخيمات الذين يعمدون إلى نقل الوقود بكميات صغيرة من خلال خزانات السيارات إلى منطقة ‘لبريكة’، على اعتبار أن السلطات الجزائرية لا تسمح أبدًا بنقل الوقود خارج الحدود في قارورات بلاستيكية، ومن ثم تجميعها في المنطقة وبيعها لبعض الوسطاء الذين يشترون هذه الكميات منهم ويخزنونها إلى أن تصبح كمية كبيرة، ومن ثم نقلها إلى الداخل الموريتاني”.
كما ذكر مصدر هسبريس أن “بعض المهربين من تندوف، بسبب بحثهم عن الربح السريع، يغامرون بنقل كميات كبيرة من الوقود الجزائري المهرب ويحاولون الدخول به إلى منطقة ‘لبريكة’ من خلال مسالك غير مراقبة، وهو ما تنجم عنه في أغلب الأحيان مطاردتهم من طرف حرس الحدود الجزائريين، على اعتبار أن أقصى الحدود الغربية بين الجزائر وموريتانيا تعرف تواجدًا مكثفًا للجيش الجزائري”.
وسجل المصرح أن “محاولات التهريب هذه غالبًا ما تنجم عنها مطاردات تُستعمل فيها الأسلحة النارية، وتطال حتى الداخل الموريتاني، إذ غالبًا ما يتوغل حرس الحدود الجزائري في الأراضي الموريتانية بعمق كيلومتر أو كيلومترين، وهذا أمر معروف، ذلك أن أغلب الحدود في هذه المنطقة غير محروسة من الجانب الموريتاني، ولا توجد بها أي نقاط تفتيش للجيش أو الدرك، وهي المنطقة ذاتها التي تستغلها عناصر البوليساريو للدخول والخروج من وإلى موريتانيا بكل حرية”.
جدير بالذكر أن جيش الجزائر دأب على انتهاك الحدود مع موريتانيا في عديد المرات، إذ سبق لدورية تابعة لحرس الحدود في الجزائر أن دخلت إلى الأراضي الموريتانية على مستوى منطقة “الشكات” أثناء عملية مطاردة منقبين عن الذهب في دجنبر الماضي، دون إشعار السلطات في نواكشوط، وهو ما أثار حينها استياءً عارمًا في صفوف المنقبين الموريتانيين الذين طالبوا سلطات بلادهم بتعزيز التواجد الأمني والعسكري على الحدود لتفادي وقوع ضحايا في صفوفهم، خاصة أن الجيش الجزائري لا يتوانى في استعمال الرصاص الحي في مثل هذه العمليات.