نائب رئيس الوزراء الروسي لـ"ذا ناشونال": الغرب ...

ألكسندر نوفاك - نائب رئيس الوزراء الروسي

في حوار موسع مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن ملامح الرؤية الاقتصادية الروسية تجاه أبرز التحديات العالمية، من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، إلى انعكاسات العقوبات الغربية، ومستقبل أسعار النفط والتعاون الدولي في بيئة اقتصادية متقلبة.

ما يحدث في الشرق الأوسط أشبه بالبجعة السوداء للاقتصاد العالمي

وصف نوفاك الوضع الجيوسياسي الراهن في الشرق الأوسط، لاسيما التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، بأنه يمثل عامل عدم استقرار كبير للأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن "ما يحدث الآن يشبه البجعة السوداء، ولا يمكن التنبؤ بتداعياته الكاملة على الاقتصاد العالمي".

وأضاف: "نواجه اليوم مزيجًا من الحروب التجارية والعقوبات السياسية التي تعرقل سلاسل التجارة العالمية... إلى جانب العوامل الجيوسياسية، والتي تزيد من حالة عدم اليقين".

النفط قد يتأثر.. لكن التوقعات الدقيقة صعبة

وحول احتمالية ارتفاع أسعار النفط على خلفية التوتر الإيراني الإسرائيلي، قال نوفاك: "السوق سيتفاعل بناءً على ما ستؤول إليه الأوضاع. من الطبيعي أن تؤثر المخاطر على الإمدادات في الأسعار، لكن من الصعب توقع أرقام دقيقة الآن".

الاقتصاد الروسي ليس في أزمة.. وحقق نمواً تجاوز 4%

رفض نوفاك المزاعم الغربية التي تقول إن الاقتصاد الروسي يعاني من أزمة، مؤكدًا أن بلاده تحقق معدلات نمو تفوق المتوسط العالمي، رغم العقوبات المفروضة عليها.

وأوضح: "الاقتصاد الروسي نما بنسبة تتجاوز 4% خلال العامين الماضيين، بينما تعاني أوروبا من شبه ركود، خصوصاً ألمانيا".

وأشار إلى أن موسكو تنفذ حالياً سياسات نقدية صارمة لخفض التضخم، وهو ما بدأ يعطي نتائج إيجابية خلال الشهور الأخيرة.

نخصص للإنفاق العسكري ما يكفي.. لكن نغطي أيضاً البنية التحتية والتنمية الاجتماعية

ردًا على التساؤلات بشأن النسبة الكبيرة من الميزانية المخصصة للدفاع، قال نوفاك: "ميزانيتنا متوازنة وتُدار حسب قواعد محددة.. رغم مخصصات الدفاع، نواصل تمويل البنية التحتية والمشاريع الاجتماعية الوطنية".

الأصول الروسية جُمّدت بشكل غير قانوني.. وتصرف الغرب بها سيخلق سابقة خطيرة

علّق نوفاك على خطط الغرب لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الحرب في أوكرانيا، قائلاً: "هذا التصرف يعد غير قانوني، وسيؤدي إلى دعاوى قضائية ضخمة.. وإذا حدث، فسيكون سابقة تهدد النظام المالي العالمي بأكمله".

الحروب التجارية تزيد تباطؤ الاقتصاد العالمي.. لكنها تخلق فرصًا لروسيا

وحول الحروب التجارية بين الولايات المتحدة ودول كبرى، قال نائب رئيس الوزراء الروسي: "رغم التأثيرات السلبية على الطلب العالمي، فإن هذه الحروب تفتح أيضًا فجوات يمكن لروسيا استغلالها لتعزيز صادراتها وتوسيع شراكاتها".

روسيا قادرة على الصمود أمام العقوبات.. ونجحنا في الإحلال المحلي

أكد نوفاك أن روسيا نجحت في تطوير صناعات محلية بديلة للواردات، قائلاً: "لقد تعلمنا أن نُنتج ما كنا نستورد.. وطلبنا الداخلي في تزايد. والعقوبات لم توقف الاقتصاد، بل زادت من قدرته على التكيف".

واختتم حديثه قائلاً: "روسيا دولة قوية بسوق داخلي متماسك، ومجتمع أعمال مرن، ولن تتوقف عن العمل تحت أي نوع من العقوبات".