أخبار عاجلة
مصرع شاب وإصابة نجله في حادث تصادم بالفيوم -

ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ينتقدن إسرائيل بشدة في غزة لكن يدعمنها ضد إيران. لماذا؟ (تحليل)

ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ينتقدن إسرائيل بشدة في غزة لكن يدعمنها ضد إيران. لماذا؟ (تحليل)
ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ينتقدن إسرائيل بشدة في غزة لكن يدعمنها ضد إيران. لماذا؟ (تحليل)

أبدت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا انتقادات حادة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، معربة عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار وارتفاع عدد الضحايا المدنيين. وفي الوقت ذاته، دعمت هذه الدول إسرائيل في مواجهتها لإيران، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية. هذا التناقض الظاهري في المواقف يثير تساؤلات حول دوافع هذه الدول الأوروبية الثلاث. فلماذا تنتقد إسرائيل في غزة وتدعمها ضد إيران؟ يستند هذا التحليل إلى تقرير وكالة التلجراف اليهودية (JTA)،  إلى جانب مصادر أخرى أبرزها صحيفة تايمز أوف إسرائيل والمعهد الملكي للشؤون الدولية، تشاتام هاوس.

الانتقادات في غزة: أزمة إنسانية ومسؤولية أخلاقية
تأتي انتقادات ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لإسرائيل في غزة مدفوعة بمخاوف إنسانية وقانونية. ووفقًا لتقارير العديد من الصحف الأمريكية والكندية، وعلى رأسها ميامي هيرالد، وصحيفة تورنتو ستار، تسبب الحصار الإسرائيلي في مخاطر المجاعة، مع استشهاد أكثر من 53 ألف مدني، حسب سلطات غزة. وقالت الصحيفة الكندية إن ألمانيا، التي تتحمل وطأة الشعور التاريخي بالذنب تجاه الهولوكوست، اعتبرت العمليات الإسرائيلية "لا يمكن تبريرها كمحاربة لحماس"، كما صرح المستشار فريدريش ميرز.

أما فرنسا، فقد قررت استبعاد إسرائيل من معرض أسلحة في باريس، وقامت بريطانيا بتعليق مفاوضات تجارية مع تل أبيب، في إشارة إلى استيائها من الوضع في غزة. هذه المواقف تعكس ضغوط الرأي العام الأوروبي، الذي يطالب بسياسة خارجية أخلاقية، كما أشارت لورا بلومنفيلد، الباحثة في جامعة جونز هوبكنز، إلى أن التاريخ الاستعماري واليهودي يشكل العمود الفقري لهذه المواقف.

دعم إسرائيل ضد إيران: تهديد نووي ومصالح أمنية
على النقيض، ينبع دعم هذه الدول لإسرائيل ضد إيران من التهديد النووي الإيراني المتصاعد. وثمة تقرير للأمم المتحدة، أشارت إليه وكالة التلجراف اليهودية (JTA)، أكد أن إيران أقرب من أي وقت مضى لامتلاك قدرات نووية، مما يثير قلق أوروبا. وأوضحت تايمز أوف إسرائيل أن الترويكا، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا (المجموعة الأوروبية الثلاثية) ترى البرنامج النووي الإيراني تهديدًا مباشرًا لأمن القارة الأوروبية. وحظيت الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية في طهران وأصفهان بدعم ضمني من هذه الدول، التي أيدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما أن تحالف إيران مع روسيا في حرب أوكرانيا، بتزويدها بطائرات مسيرة، عزز هذا الموقف، حيث ترى أوروبا أن إضعاف إيران يخدم مصالحها الأمنية، كما نقلت بلومنفيلد عن إيران بأنها "تاجر أسلحة بوتين".

السياق الجيوسياسي: توازن المصالح
وترى تايمز أوف إسرائيل أن التحول في مواقف الدول الأوروبية تجاه إيران يعكس تغيرات جيوسياسية لافتة، فقبل عقد، دعمت هذه الدول اتفاق إيران النووي لعام 2015، الذي عارضته إسرائيل. لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، وتصعيد إيران لتخصيب اليورانيوم، اقتربت مواقف أوروبا من إسرائيل، كما أوضح إيلان غولدنبرغ، مسؤول سابق في إدارة أوباما. وكالة الطاقة الذرية أكدت عدم التزام إيران بمعاهدة الحد من الانتشار النووي، مما دفع أوروبا لدعم الضربات الإسرائيلية. في الوقت ذاته، تواجه هذه الدول ضغوطًا داخلية لمعالجة أزمة غزة، مما يفسر الانتقادات العلنية لإسرائيل في هذا السياق.

دوافع إضافية: أمن أوروبا والتوازن الإقليمي

تخشى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا من الإرهاب الإيراني على أراضيها، كما حدث في اغتيالات سابقة، ومن انتشار الأسلحة النووية. دعمهن لإسرائيل ضد إيران يعكس هذه المخاوف الأمنية. كما أشار تشاتام هاوس، فإن دعم الأردن في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية يعكس إعادة توجيه إقليمي ضد إيران، تدعمه أوروبا ضمنيًا. ومع ذلك، فإن استمرار الأزمة الإنسانية في غزة قد يؤدي إلى تراجع هذا الدعم، خاصة إذا لم تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، كما حذر المعهد الملكي، تشاتام هاوس.

وتنتقد ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إسرائيل في غزة بسبب الاعتبارات الإنسانية والقانونية وضغوط الرأي العام، لكنهن يدعمنها ضد إيران لمواجهة تهديد نووي وجيوسياسي مشترك. هذا التناقض يعكس توازنًا بين الأخلاقيات والمصالح الأمنية، مشكلًا بالتاريخ الأوروبي وتحالفات إيران مع روسيا. ومع ذلك، فإن هذا الدعم قد يتضاءل إذا تفاقمت أزمة غزة أو تراجع الدعم الأمريكي، مما يبرز هشاشة هذا التوازن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتفاع رصيد الذهب لدى المركزي الإماراتي إلى 27.4 مليار درهم في الربع الأول 2025
التالى "جرش 39" يجمع أبرز نجوم الغناء العربي تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"