تعرّضت المواطنة الإيطالية ذات الأصول المغربية هبة أليف (20 سنة)، المستشارة الجديدة في بلدية رافينا بإيطاليا المكلفة بسياسات الإسكان والشباب، لحملة عنصرية شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أصولها وعمرها وجنسها، وهو ما دفع عددًا من السياسيين المحليين إلى التعبير عن تضامنهم الكامل معها، مؤكدين رفضهم لأي شكل من أشكال التمييز والعنصرية.
في هذا الصدد، نقلت وسائل إعلام إيطالية عن لورنزو مارغوتي، ممثل “الحزب الديمقراطي” في مدينة رافينا، قوله: “بوصفنا الحزب الديمقراطي، نعرب عن كامل تضامننا مع المستشارة هبة إزاء التعليقات المخزية التي تلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعيينها في منصبها الجديد”.
وأضاف السياسي المحلي ذاته أن “من غير المقبول أن تتعرض شابة ملتزمة بالحياة العامة لهجوم ليس على أساس أفكارها أو خياراتها السياسية، بل بسبب صغر سنها، والأسوأ بسبب أصولها أو اسمها. هذا هجوم لا يستهدفها هي فقط، بل يستهدف ما تمثله، أي مدينة رافينا المنفتحة، حيث يُعتبر إسهام كل مواطن ومواطنة، بغض النظر عن الأصل، ثروة يجب تقديرها”، مشددا على أن “كلمات الكراهية والنبرات العنصرية التي ظهرت في هذه الساعات ضد المستشارة تمثل إرثا غير مقبول، ولا علاقة له بالحوار الديمقراطي، فالنقد دائما مشروع، لكن يجب أن يبقى ضمن حدود الاحترام؛ إذ لا مكان للإهانات الشخصية والتمييز لا في مجتمعنا ولا في النقاش العام”.
من جهتها، قالت سارة ريتشي، عن اليسار الإيطالي في المدينة سالفة الذكر، إن “العمر 20 عامًا ليس عيبًا، بل قوة، فاهتمام امرأة شابة بسياسات الشباب هو أمر ضروري إذا أردنا أن تبقى المؤسسات على اتصال بالحياة الواقعية”، مشددة على أن “الهجمات الجنسانية والعمرية والعنصرية لا تخيفنا. نحن مع هبة ومع كل من يكرس نفسه يوميًا من أجل إحداث تغيير حقيقي. ونحن سئمنا من يحكم على الالتزام من منطلق الأحكام المسبقة بدلاً من الشغف والمسؤولية. وأنا أستخدم ضمير الجمع لأنني أعلم أنني لست وحدي، فهناك كُثُر منا يؤمنون بالاختلاف، وبأنه ليس كافيًا القول بضرورة تجديد الأجيال ثم التنكر لذلك عندما يحدث فعلاً”.
في سياق ذي صلة، اعتبر نيكولا ستالوني، مستشار ضمن قائمة “التحالف الأخضر اليساري” في المجلس البلدي لرافينا، أن “الكلمات التي تنتشر على مواقع التواصل تعكس رؤية للعالم لا أشاركها ولا أريد قبولها؛ إذ من غير المقبول أن تُستهدف هبة بسبب اسمها وعمرها وكونها امرأة، ولا شيء من ذلك مرتبط بدورها أو بأفكارها السياسية”، مضيفا: “أنا فخور بأن أكون جزءًا من قوة سياسية ستمنحها الفرصة للتعبير عن أفكارها السياسية في منصبها، ونحن كمجموعة في المجلس نقف بجانب مستشارنا بلا خوف وننتظر مناقشة برامجنا من أجل مجتمع رافينا، وهي البرامج التي انتخبنا من أجلها وتم تعيين هبة من أجلها أيضًا”.
من جانبه، قال نيكولا غراندِي، رئيس فريق “إخوان إيطاليا” في المجلس البلدي لرافينا، إن “ما تعرضت له المستشارة هبة أليف مرفوض ويرتبط أكثر بالإحباطات التي يُفرغها الناس يوميًا في عالم التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، حان الوقت لوضع حد للاتهامات الموجهة بالعنصرية، التي تُروّج أيضًا عبر البيانات الصحافية، والتي تهدف فقط إلى تأكيد التفوق الأخلاقي المزعوم”، مضيفا أن “اعتبار تفويض مهام لشابة قد لا يكون اختيارًا مفيدًا للمدينة، لا يعني التعبير عن تحامل على عمرها أو أصلها”.
من جهتهما، عبر الفرعان المحليان لحزبي “أوروبا فيردي” و”البيئة والإقليم في رافينا” عن تضامنهما مع المستشارة ذات الأصول المغربية، قائلين في بيان: “نرفض كل أشكال الكراهية والتمييز؛ إذ من غير المقبول أن تتعرض امرأة شابة للهجوم بسبب عمرها أو أصولها أو اسمها، هذه ليست قضايا سياسية، بل تعبيرات عن تعصب لا يمكن أن تجد مكانًا في المجتمع أو النقاش العام”، منتقدين تقييم الالتزام والكفاءة بناءً على الصور النمطية والأحكام المسبقة.
كما عبرت النقابة العامة للعمال في رافينا (CGIL) عن تضامنها هي الأخرى مع المستشارة العشرينية، الطالبة المولودة لأبوين مغربيين، معتبرة أن “هذه الحادثة تؤكد مرة أخرى المناخ الخطير للكراهية والتعصب، هذه المرة بسبب الأصل والجنس والعمر”، مبرزة أن “النقابة ملتزمة دائمًا برفض التمييز وستواصل بحزم العمل ضد من يزرع الكراهية والتعصب”.