أثار منشور ساخر نشره مطعم أبو طارق الشهير في القاهرة حالة من التفاعل الواسعة على مواقع التواصل، بعدما استخدم وجبته الأشهر بطريقة رمزية عكست أجواء التوتر المتصاعدة في المنطقة، إذ عرض المطعم صورة لطبق كشري مصمم على هيئة صاروخ، مرفقة بكلمة "قريبًا"، في دلالة لاقت تفسيرات متعددة بين الدعابة والتلميح السياسي.
ورصدت وسائل إعلام أجنبية هذا التفاعل، حيث علّق روعي كايس، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في هيئة البث الإسرائيلية، على المنشور بالقول إن مطعم "أبو طارق" الذي يحظى بشعبية واسعة في القاهرة، دخل على خط التوتر بين إسرائيل وإيران، معتبرًا أن ما نشره جاء في سياق المزاح السياسي الساخن وسط تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
وقال روعي كايس الصحفي بهيئة الإذاعة والتليفزيون الاسرائيلية، يبدو أن مطعم أبو طارق للكشري المحبوب في القاهرة قد دخل في خضم الحرب بين إسرائيل وإيران بعد أن نشر طبقًا جديدًا على شكل صاروخ عبر حسابه الرسمي على فيسبوك قريبا".

ونشرت صفحة تحمل اسم ‘يران بالعربية صورة منشورة على حساب المطعم الشهير بالقاهرة، لطبق كشري مصمم على هيئة صاروخ، نعلقًا عليها فريبًا في السواق.
وعلق الحساب باسم إيران بالعربية على الصورة قائلًا: الاحتلال يهدد مطعم كشري أبو طارق المحبوب في العاصمة المصرية القاهرة، بعد تقديمه وجبات مٌشكلة على هيئة صواريخ إيرانية.
ورغم الطابع الدعائي الظاهر في التصميم، فقد فُسّر المنشور من جانب عدد كبير من المتابعين كموقف ضمني من التطورات العسكرية الأخيرة، إذ أبدى الكثير من مستخدمي مواقع التواصل دعمهم لإيران في صراعها مع إسرائيل، وهو ما انعكس بوضوح في سيل التعليقات التي أغرقت حساب المطعم خلال الساعات الماضية.
جاء هذا التفاعل في وقت يشهد فيه المشهد الإقليمي توترًا متصاعدًا بين طهران وتل أبيب، ما جعل أي إشارة رمزية، حتى لو جاءت من مطعم كشري، تُقرأ ضمن سياق سياسي يترقب الجميع تداعياته.
من هو الصحفي روعي كايس؟
برز رئيس قسم الشؤون العربية في القناة العبرية الرسمية "كان 11"، روعي كيس، في السنوات الأخيرة، بوصفه المراسل الإسرائيلي الأقدر على الوصول إلى شخصيات عربية عامة وعادية، واستضافتهم في تقاريره اليومية، محاولاً إظهار نفسه كصحافي مخترق للعرب بمختلف جنسياتهم وفي شتى أماكن وجودهم.
ويعكف كايس على استضافة عرب من وقت لأخر، عبر "سكايب" ووسائل تواصل أخرى، سواء بإظهار وجههم وكشف هويتهم، أو إخفائها عبر تغيير صوتهم وتظليل وجوههم، في سياق بحثه عن كل صوت عربي يمتلك موقفاً يدعو للسلام أو التطبيع مع إسرائيل.

شغفه للغة العربية
ولد كايس في تل أبيب العام 1987، وترعرع فيها، وتخرج من مدرسة ثانوية ضليعة بتخصص اللغة العربية. وهذا يعني أن المرحلة المدرسة الثانوية كانت بمثابة نقطة تحول في اهتماماته، ودرايته باللغة العربية، وتحديد توجهاته في ما بعد، رغم أن أصوله غربية وليست شرقية.
وكان كيس معروفاً منذ بداية طريقه، بميوله واهتماماته باللغة والثقافة، وتحديداً التراث العربي، ربما من قاعدة "معرفة لغة وثقافة العدو جيداً كوسيلة لاتقاء شره". وكان هذا معياراً لاختياره في عمر 18 سنة حتى تكون خدمته العسكرية في فرع استخبارات "العنصل" يتبع الوحدة 8200.
وكانت مهمة ذلك الفرع الاستخباراتي رصد المعلومات المتاحة في المصادر المفتوحة، أي العلنية، كالصحافة ومواقع التواصل وغيرها.
وخلال خدمته الإلزامية بالوحدة الاستخباراتية التي امتدت ثلاث سنوات، تمكن كيس من الإبحار والتعمق في العالم العربي، والاحتكاك به بشكل أكبر، علماً أن الجيش الإسرائيلي أغلق فرع "العنصل" في وقت لاحق، بعد إنهاء كايس خدمته فيها، لأن قيادة الجيش رأت أنه لا حاجة لرصد المعلومات العلنية، من منطلق أن العرب والفلسطينيين إذا أرادوا فعل شيء مخل بالأمن الإسرائيلي، لا يعلنون عنه في المصادر المفتوحة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.