تشهد منطقة جنوب شرق آسيا، وتحديدًا ماليزيا وإندونيسيا، طفرة متزايدة في الاستثمارات الموجهة نحو قطاع الغاز الطبيعي، حيث تضخ شركات طاقة عالمية كبرى مليارات الدولارات في مشاريع الاستكشاف والإنتاج، تلبية للطلب المتنامي على الطاقة في المنطقة، والذي يتزايد بوتيرة سريعة مدفوعًا بالنمو السكاني والتوسع في مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية.
وبحسب تقارير اقتصادية، فإن شركات مثل إكسون موبيل، شل، بي بي، وتوتال إنرجيز تركز بشكل متزايد على جنوب شرق آسيا كمركز رئيسي للإمداد بالغاز الطبيعي، نظرًا لاحتياطياته الضخمة، والبيئة التنظيمية الجاذبة، والطلب المحلي والإقليمي المتسارع، لا سيما من دول مثل الهند والصين وسنغافورة التي تسعى إلى التحول من الفحم إلى الغاز كوقود انتقالي أكثر نظافة.
ويؤكد محللون أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال (LNG) في آسيا سيشهد نموًا مضاعفًا خلال العقد المقبل، في ظل ارتفاع استهلاك الطاقة في قطاعات التصنيع والنقل والرقمنة، إلى جانب الأهداف البيئية التي تسعى دول المنطقة لتحقيقها للحد من انبعاثات الكربون.
وتعكس هذه الاستثمارات ثقة الشركات العالمية في الإمكانات الاقتصادية لمنطقة جنوب شرق آسيا، التي باتت تمثل أحد المحاور الحيوية في خريطة أمن الطاقة العالمي، وسط تحولات كبرى تشهدها الأسواق نتيجة التوترات الجيوسياسية وتغير مسارات الإمدادات.
وتسعى كل من ماليزيا وإندونيسيا إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المستثمرين العالميين من خلال حوافز ضريبية وتسهيلات تنظيمية، إلى جانب تحديث البنية التحتية للطاقة وتوسيع منشآت التسييل والنقل، بما يُمكّنها من التحول إلى مراكز إقليمية لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
وتعد هذه الطفرة في الاستثمارات جزءًا من تحول الطاقة العالمي، حيث تتحول الشركات الكبرى نحو مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات، في إطار مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني، مع الحفاظ على الربحية في الأسواق النامية ذات النمو السريع في الطلب.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.