بين الحطام والغبار، يقف أب لا يملك سوى صوته، يصرخ من قاع قلبه: “ابني كنت سايبه بيذاكر.. أرجوكم طلعوهولي”، في مشهد إنساني يهز القلوب، بينما تواصل قوات الإنقاذ عملياتها الشاقة لرفع أنقاض عقار السيدة زينب المنهار.
مسلم حسام مفقود تحت أنقاض
مسلم حسام، شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، طالب في السنة الثالثة بكلية السياحة والفنادق، يُعرف بين أصدقائه بجديته وكفاحه.
يعمل في توصيل الطلبات ليساعد نفسه على استكمال دراسته بشرف، ويحلم بمستقبل كريم لعائلته.
العقار المنكوب بالسيدة زينب
صباح اليوم المشؤوم، كان مسلم في شقته داخل العقار المنكوب، يراجع دروسه كعادته، دون أن يعلم أن لحظاته القليلة المقبلة ستُسجل كجزء من مأساة كبرى شهدتها القاهرة.
انهار العقار فجأة، وسقطت طوابقه السبع كأنها ورق، لتبتلع كل شيء، بما في ذلك أحلام مسلم. ومنذ اللحظة الأولى، لم يبرح والده المكان، تائه النظرات، مشدوه الوجه، يتمسّك بأمل ضئيل في أن يُرفع الركام ويُسمع صوت ابنه من تحته.
يقول أحد الجيران:
“مسلم شاب محترم وخلوق.. طول عمره بيشتغل وبيذاكر، وماشي في حاله "آخر مرة شفته كان طالع وهو شايل كتب.”
ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 7 أشخاص
وحتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تُعلن فرق الإنقاذ عن مصير مسلم، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 7 أشخاص مؤكدين، بينهم شباب وسيدات، ولا تزال أعمال البحث مستمرة وسط تكدّس الأهالي، وعيونهم تملؤها الدعوات .
