
تضاربت التقارير الإيرانية والإسرائيلية حول عدد العلماء النوويين المغتالين خلال الغارات الأخيرة التي استهدفت إيران. بدأت هذه الغارات، يوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025 تحت اسم عملية "الأسد الصاعد" Operation Rising Lion، مستهدفة عددًا من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين، إلى جانب قادة عسكريين ومنشآت نووية وعسكرية. تختلف التقارير الإيرانية والإسرائيلية بشكل كبير حول عدد العلماء الذين تمت تصفيتهم، إذ أكدت المصادر الإيرانية مقتل ستة علماء، بينما زعمت مصادر إسرائيلية تصفية تسعة. فما هي أسماء العلماء المغتالين؟ وما هي الأدوار التي كانت مسندةً إليهم في البرنامج النووي الإيراني؟ وما هي ملابسات اغتيالهم، وما هي أسباب التضارب حول عددهم الدقيق، وما هي التأثيرات الاستراتيجية لتصفيتهم على المديين القصير والطويل؟ ينشر موقع الرئيس نيوز قائمة شاملة بالعلماء الذين تم ذكرهم كضحايا للغارات، مع تفاصيل عن أدوارهم وملابسات اغتيالهم:
العلماء الذين تم ذكرهم كضحايا للغارات
1. عباسي دواني
كان فريدون عباسي دواني رئيسًا سابقًا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية (2011-2013)، وحاصلًا على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة طهران، وكان متخصصًا في تصميم الرؤوس النووية وساهم في تطوير تقنيات التخصيب في منشأة نطنز، المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في إيران، وفقًا لتقرير نشره موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكي. وربطت صحيفة تايمز أوف إسرائيل اسمه بمشروع "عماد" AMAD، وهو برنامج تزعم إسرائيل أنه مكرس لتطوير أسلحة نووية أُغلق رسميًا في 2003، لكن إسرائيل تزعم استمراره سرًا. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أنه أجرى كذلك بحوثًا حساسة في وزارة الدفاع الإيرانية، بما في ذلك أنظمة التفجير النووي، وأشار تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية إلى دوره في تدريب جيل جديد من العلماء، مما جعله هدفًا استراتيجيًا.
تمت تصفية عباسي دواني يوم الجمعة 13 يونيو، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعًا سكنيًا قريبًا من مجمع عسكري في شمال طهران، ويُعتقد أنه يضم مركزًا بحثيًا سريًا، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية ورويترز. وذكرت القناة الـ12 العبرية أن تلك الغارة نفذت بمقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-35، وشاركت في المهمة عمليات كوماندوز موازية نفذها الموساد، وأشار منشور على منصة إكس من حساب الدفاع الإسرائيلي "Israel Defense" إلى أن المبنى دُمر بالكامل، مما أدى إلى مقتل مدنيين آخرين. يُذكر أن عباسي قد نجا سابقًا من محاولة اغتيال في 2010 بقنبلة مغناطيسية. كان مقتل عباسي ضربة كبيرة للبرنامج النووي بسبب خبرته الفريدة في تصميم الرؤوس النووية، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، وأشارت بلومبرج إلى أن فقدانه قد يؤخر تطوير تقنيات التخصيب لسنوات.
2. مهدي طهرانجي
ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن محمد مهدي طهرانجي هو رئيس جامعة آزاد الإسلامية في طهران، وخبير في الفيزياء النظرية. وساهم في تصميم مفاعلات نووية وبرامج بحثية سلمية. ووفقًا لتقرير بلومبرج، تم إدراجه في قائمة العقوبات الأمريكية في مارس 2020. وتولى الإشراف على مشاريع في منشأة أصفهان لتحسين كفاءة المفاعلات، وفقًا لوكالة نور نيوز الإيرانية، وأشار منشور على منصة إكس لحساب خدمة Iran Observer إلى أنه ترأس فريقًا أكاديميًا لتطوير نماذج محاكاة لعمليات التخصيب. قُتل طهرانجي يوم الجمعة في غارة جوية استهدفت مبنى سكنيًا في حي راقٍ بطهران، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وذكرت القناة الـ 12 العبرية أن الموساد استخدم طائرات بدون طيار لاستهدافه على نحو دقيق، كما أشار موقع سكاي نيوز إلى وقوع أضرار كبيرة في الحي الراقي. كان طهرانجي محوريًا في ربط الأبحاث الأكاديمية بالتطبيقات العملية، وفقًا لموقع سكاي نيوز. وأشار موقع لوموند إلى أن فقدانه يؤثر على التنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والبرنامج النووي.
3. عبد الحميد مينوشهر
تولى منصب رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي، وحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية. وكان خبيرًا في تحسين كفاءة المحطات النووية وساهم في تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة IR-9 في أصفهان، وفقًا لرويترز. وذكرت وكالة نور نيوز أنه أشرف على مشاريع لتحسين دورة الوقود النووي، وقال الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان عبر منصة إكس إن مينوشهر كان له دور بارز في تحديث البنية التحتية لأصفهان. قُتل مينوشهر يوم الجمعة في غارة استهدفت مختبرًا سريًا تحت الأرض في طهران، وفقًا لرويترز والقناة الـ 12 العبرية. وذكر موقع دويتشه فيله الألماني أن الغارة تسببت في أضرار واسعة. كان مينوشهر من العقول التي يصعب تعويضها، وفقًا لموقع دويتشه فيله. وأشارت شبكة سي إن إن الأمريكية إلى تأخير تطوير أجهزة الطرد المركزي كنتيجة لتصفية هذه الشخصية العلمية البارزة.
4. أحمد رضا ذوالفقاري
كان أحمد رضا ذوالفقاري أستاذًا للهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي. وكان خبيرًا في تصميم أنظمة المفاعلات وساهم في تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفقًا لبلومبرج. وذكرت وكالة تسنيم أنه شارك في تحسين كفاءة المنشآت. قُتل في 13 يونيو 2025، في غارة استهدفت مبنى يضم علماء، وفقًا لرويترز ووكالة أنباء الطلبة الإيرانية (ISNA)، وقد تسببت الغارة في أضرار بالغة. كان ركيزة أساسية في تطوير تقنيات التخصيب، وفقًا لموقع بلومبرج.
5. أمير حسين فقهي
أمير حسين فقهي هو خبير في الفيزياء النووية وأستاذ في جامعة الشهيد بهشتي. كان نائبًا سابقًا لرئيس منظمة الطاقة الذرية وساهم في تطوير تقنيات فصل اليورانيوم في نطنز، وفقًا لموقع سي إن إن. قُتل في 13 يونيو 2025، في غارة استهدفت منطقة بحثية في طهران، وفقًا لرويترز. كان رئيسيًا في تطوير تقنيات التخصيب، وفقًا لرويترز.
6. مطلبي زاده
مطلبي زاده هو خبير في الهندسة الكيميائية، مرتبط بتطوير تقنيات فصل اليورانيوم في أصفهان، وفقًا لوكالة نور نيوز. قُتل مع زوجته في 13 يونيو 2025، في غارة استهدفت مبنى سكنيًا في طهران، وفقًا لموقع سكاي نيوز. كان جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لتعطيل البحث النووي، وفقًا لموقع سكاي نيوز.
3 علماء ذكرتهم المصادر الإسرائيلية فقط
أشارت مصادر إسرائيلية إلى استهداف ثلاثة علماء إضافيين، لكن المعلومات عنهم محدودة وغير مؤكدة من الجانب الإيراني.
7. سعيد برجي
سعيد برجي هو خبير في هندسة المواد، ساهم في تطوير سبائك مقاومة للتآكل لأجهزة الطرد المركزي في نطنز، وفقًا لمنشور على منصة إكس من حساب الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، تظل المشكلة أن المعلومات غير مؤكدة من مصادر إيرانية، ولا يمكن الجزم بدوره الدقيق نظرًا لندرة المعلومات. قُتل برجي في 14 يونيو 2025، في غارة استهدفت مواقع حساسة في طهران، وفقًا لموقع مجلة "تايم" الأمريكية، وكان من العلماء الذين يصعب تعويضهمز
8. منصور عسكري
منصور عسكري هو خبير في الفيزياء النووية، عمل على محاكاة لتحسين كفاءة التخصيب، وفقًا لمنشور على منصة إكس من حساب " المراسل الدبلوماسي لصجيفة جيروزاليم بوست، عاميخاي شتاين، ولكن هذه المعلومات غير مؤكدة من مصادر إيرانية بعد، وتظل محدودة. وقُتل عسكري في 14 يونيو 2025، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية. وكان قد ساهم في ربط البحث الأكاديمي بالتطبيقات العسكرية المحتملة.
9. علي باكوايي كتريمي
علي باكوايي كتريمي هو خبير في الهندسة الميكانيكية، ساهم في تصميم أنظمة تبريد لأجهزة الطرد المركزي في أصفهان، وفقًا لمنشور على منصة إكس من حساب Israel Breaking، ولكن المعلومات غير مؤكدة من مصادر إيرانية، ولا يمكن الجزم بدوره الدقيق. قُتل كتريمي في 14 يونيو 2025، وفقًا لموقع سي إن إن. ساهم في تطوير البنية التحتية للتخصيب، وفقًا لموقع سي إن إن.
أسباب التضارب في التقارير
تتعدد الأسباب وراء تضارب المعلومات والاتهامات حول اغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين. أولًا، هناك اختلاف في الأجندات السياسية، فالمصادر الإيرانية، مثل تسنيم ونور نيوز، ركزت على ستة علماء لتقليل الخسائر وإبراز الطابع السلمي للبرنامج، متهمة إسرائيل بـ"الإرهاب العلمي". بينما بالغت المصادر الإسرائيلية، مثل القناة الـ 12 وتايمز أوف إسرائيل، في الأعداد لتضخيم نجاح العملية.
ثانيًا، عدم شفافية، حيث حجبت إيران معلومات عن العلماء الإضافيين لأسباب أمنية، وفقًا لرويترز، بينما اعتمدت إسرائيل على معلومات استخباراتية غير مؤكدة، وفقًا لصحيفة الجارديان.
ثالثًا، يكمن السبب الثالث في صعوبة التحقق، حيث ذكر موقع دويتشه فيله أن تدمير نطنز وأضرار أصفهان جعلت التحقق صعبًا. وأشار يوسي ميلمان، الصحفي الإسرائيلي في منشوراته إلى عمليات سرية منفصلة نفذها الموساد.
أخيرًا، تبرز الروايات المتضاربة حول البرنامج النووي، حيث تؤكد إيران الطابع السلمي لبرنامجها، بينما تزعم إسرائيل وجود أهداف عسكرية، وفقًا لموقع تايمز أوف إسرائيل.
التأثير الاستراتيجي
على المدى القصير، أدت الغارات إلى تدمير نطنز وأضرار في أصفهان، مما يعيق البرنامج النووي، وفقًا لرويترز وموقع سكاي نيوز. ويمثل فقدان عباسي (القيادة العلمية)، طهرانجي (التنسيق الأكاديمي)، ومينوشهر (الخبرة التقنية) خسارة كبيرة، وفقًا لصحيفة الجارديان.
وعلى المدى الطويل، أشار موقع بي بي سي إلى وجود احتياطي من العلماء الشباب، مما قد يقلل التأثير. وأفاد موقع بلومبرج أن إعادة بناء المنشآت قد تكلف مليارات، مما يؤثر على التمويل. وفيما يخص عمليات الموساد، وأشار منشور للصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان إلى استخدام شبكة عملاء داخل إيران، بينما ذكرت القناة الـ 12 استخدام أقمار صناعية وطائرات بدون طيار.
أما ردود الفعل الدولية، فقد أدانت فرنسا التصعيد، وفقًا لموقع لوموند. وحذر موقع دير شبيغل من رد إيراني محتمل. وذكرت إن آر سي هاندلسبلاد استخدام تقنيات إلكترونية لتعطيل الدفاعات الإيرانية، بينما أشارت إل موندو إلى تنسيق استخباراتي غربي.