سادت حالة من التراجع الحاد بين عملات الأسواق الآسيوية خلال تعاملات اليوم الإثنين، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف من امتداد رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية وأمنية عابرة للحدود، تطال الأسواق الناشئة بشكل مباشر.
وشهدت عملات رئيسية مثل الروبية الهندية والوون الكوري الجنوبي والرينجيت الماليزي تراجعات متسارعة مقابل الدولار الأمريكي، مدفوعة بزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، في مقدمتها الذهب والين الياباني، إلى جانب الدولار الذي يستفيد من تدفقات الهروب من المخاطرة.
ويأتي هذا الأداء الضعيف في وقت حساس، قبيل سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية الكبرى خلال الأسبوع الجاري، حيث يترقب المستثمرون توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وسط تصاعد الجدل بشأن استمرارية تشديد السياسة النقدية، أو بدء دورة تخفيف تدريجي، في ضوء مؤشرات التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وتعكس هذه التحركات في أسواق الصرف الآسيوية هشاشة اقتصادات الأسواق الناشئة أمام الضغوط الخارجية، لا سيما في بيئة تتسم بارتفاع تكاليف الاقتراض، واشتداد التقلبات الجيوسياسية، واضطراب سلاسل الإمداد، مما يعزز مخاوف المستثمرين ويحد من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.
ويرى محللون أن استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، والذي تخللته ضربات متبادلة وتصريحات تهديد متزايدة، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، وهو ما يمثل عبئًا مضاعفًا على الاقتصادات المعتمدة على واردات النفط والغاز، مثل العديد من دول جنوب وشرق آسيا.
في هذا السياق، قال "لي شينغ"، كبير المحللين في مجموعة "تشاينا فاينانس"، إن "الأسواق الناشئة أصبحت أمام معادلة صعبة: إما الصمود أمام الضغوط الخارجية دون دعم نقدي إضافي، أو اللجوء إلى تدخلات قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة التوازنات المالية المحلية".
وفي ظل هذه التطورات، تُطرح تساؤلات ملحّة بشأن قدرة الاقتصادات الآسيوية على الحفاظ على استقرار أسواقها المالية في حال استمرت الأزمة الجيوسياسية في التصاعد، خصوصًا مع تقلب أسعار النفط والغاز، وتزايد احتمالات تحوّل الصراع إلى مواجهات إقليمية أوسع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.