ترامب , احتفل الرئيس الأمريكي بعيد ميلاده التاسع والسبعين بطريقة استثنائية، حيث ترأس عرضاً عسكرياً ضخماً في العاصمة واشنطن تزامناً مع هذه المناسبة. شارك في العرض حوالي سبعة آلاف جندي، إلى جانب عشرات الدبابات والمروحيات التي جابت الشوارع، في مشهد غير مألوف يعكس رغبة ترامب الطويلة في تنظيم حدث عسكري ضخم. وجاء العرض الرسمي بمناسبة الذكرى 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، إلا أن التقديرات تشير إلى أن تكلفته قد تصل إلى 45 مليون دولار.
العرض لم يكن مجرد استعراض للقوة، بل عكس أيضاً أسلوبه في الاحتفال بإنجازاته، وجعل يوم ميلاده حدثاً وطنياً. غير أن هذه الاحتفالات لم تمر دون معارضة، حيث شهدت البلاد احتجاجات واسعة تحت شعار “لا ملوك”، تعبيراً عن رفض ما يصفه المتظاهرون بـ”تأليه ترامب” وتحويل الرئاسة إلى منصب سلطوي مبالغ فيه.

الانقسامات السياسية تتعمق في ولاية ترامب الثانية
الاحتجاجات التي نظّمتها حركة “لا ملوك” كانت رسالة مباشرة ضد ولايته الثانية المحتملة، وتعبيراً عن الانقسام السياسي والاجتماعي الذي تشهده الولايات المتحدة في عهده. يرى المحتجون أن مظاهر القوة التي يتبناها ترامب تهدف إلى تعزيز صورته الشخصية أكثر من خدمة المصالح الوطنية.
وفي هذا السياق، صرح السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام بأن “اليسار الليبرالي ووسائل الإعلام مصممون على تدمير ترامب”، مؤكدًا أن الصراع السياسي في البلاد بات أكثر حدة من أي وقت مضى، مع احتمال مواجهة ترامب تحديات كبيرة بين سعيه لولاية جديدة والحفاظ على موقعه الحالي.

روتين ترامب اليومي: توازن بين السلطة والشاشة
بعيدًا عن السياسة، تثير تفاصيل الحياة اليومية له الكثير من الفضول. فهو يبدأ يومه في الساعة الخامسة والنصف صباحًا، حيث يشاهد التلفزيون وهو لا يزال في سريره، ويستخدم هاتفه لكتابة تغريدات على تويتر. ووفقًا لتقارير صحفية، مثل “نيويورك تايمز”، يقضي الرئيس الأمريكي حوالي 8 ساعات يوميًا أمام شاشات التلفاز، يتابع خلالها الأخبار ويعلّق عليها مباشرة.
معروف أيضًا بإدمانه للمشروبات الغازية الخالية من السكر، حيث يستهلك ما يصل إلى 10 علب يوميًا. ويتم تسليمها له في أي مكان داخل البيت الأبيض بمجرد الضغط على زر استدعاء مخصص لذلك. أما النوم، فلا يتجاوز خمس ساعات يوميًا، وهو ما يعكس أسلوب حياة مكثف ومضغوط.

وفي غرفة الطعام، وضعت شاشة ضخمة بحجم 60 بوصة تُعرض عليها الأخبار باستمرار، حتى يتمكن من متابعة المستجدات خلال الاجتماعات. وبينما يبدأ صباحه بمشاهدة قناة “سي إن إن” للحصول على العناوين، يتنقل بين برامج ترفيهية مثل “فوكس أند فريندز” وأحيانًا “مورنينج جو”.
في عيد ميلاده الـ79، اختار الرئيس الأمريكي أن يجمع بين الاستعراض العسكري القوي وروتينه الشخصي المميز، في مشهد يجمع بين الزعامة والجدل. وبينما يحتفل أنصاره بقوة قيادته، تتزايد احتجاجات معارضيه، في صورة واضحة لحالة الانقسام التي تعيشها أمريكا اليوم.