إسرائيلية , فجر يوم الجمعة، بدأت مرحلة جديدة من الصراع بين كلا من الدولتين بعد تنفيذ هجوم جوي واسع النطاق شنّته إسرائيل باستخدام نحو 200 طائرة حربية استهدفت 100 موقع عسكري داخل الأراضي الإيرانية. هذه العملية المركزة استهدفت بشكل أساسي منظومات الدفاع الجوي والرادارات، إلى جانب اغتيال قيادات بارزة في الجيش والحرس الثوري الإيراني، ما اعتبره مراقبون تطورًا نوعيًا وخطيرًا في طبيعة النزاع بين البلدين.
ضربات إسرائيلية مركزة واغتيالات بارزة
في إطار هذه العملية المفاجئة، أعلنت مصادر عسكرية عن مقتل رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري، إلى جانب قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، في غارات دقيقة استهدفت مواقع كانت محصّنة داخل إيران. كما شملت الضربات اغتيال أحد أبرز علماء الذرة الإيرانيين بعد تعقب موقعه السكني بدقة، وهو ما شكّل صدمة للنظام الإيراني، وأثار تساؤلات حول مدى الاختراق الأمني الذي تعرضت له المؤسسات الحيوية في البلاد.
هذه الاغتيالات، إلى جانب تدمير البنية الدفاعية الجوية الإيرانية، تهدف وفق المراقبين إلى شل قدرة طهران على الرد الفوري، وكسر شبكة القيادة والسيطرة التي يعتمد عليها النظام الإيراني في اتخاذ القرارات العسكرية السريعة.
ضربات إسرائيلية واختراق استخباراتي وإجراءات إلكترونية مضادة
الهجوم لم يكن فقط عسكريًا في طبيعته، بل اعتمد بشكل كبير على تفوّق تقني واستخباراتي مكّن من تحديد الأهداف بدقة وتنفيذ الاغتيالات بكفاءة. وتبين أن إسر ائيل استخدمت تقنيات مراقبة متطورة وشبكات تجسس رقمية مكّنتها من التغلغل في مفاصل الأمن الإيراني، وكشف مواقع حساسة دون سابق إنذار.
ردًا على ذلك، اتخذت الحكومة الإيرانية إجراءات طارئة لمحاولة احتواء الاختراق، شملت تعطيل خدمة الإنترنت على نطاق واسع داخل البلاد، إلى جانب حظر تطبيقات التواصل مثل “واتس آب” في محاولة لوقف تدفق المعلومات والاتصالات، ومنع المزيد من التسريبات أو التحديدات للمواقع الحساسة.
ستارلينك تدخل المعركة: الإنترنت يعود للإيرانيين
في خضم هذه الإجراءات، برز تطور لافت على الجانب التكنولوجي؛ إذ دعا الإعلامي الأمريكي مارك ليفين، عبر منصة “إكس”، رجل الأعمال إيلون ماسك إلى تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” داخل إيران لمساعدة الشعب الإيراني في التغلب على حظر الإنترنت. وجاء رد ماسك سريعًا، مؤكدًا أن خدمة الإنترنت عبر ستارلينك قد تم تفعيلها بالفعل للمستخدمين الإيرانيين.
هذه الخطوة أضافت بعدًا جديدًا للمواجهة، حيث لم يعد الصراع يدور فقط على الأرض وفي السماء، بل أصبح يمتد إلى الفضاء السيبراني، في معركة النفوذ والمعلومات. وبذلك، يدخل المدنيون الإيرانيون في قلب معركة دولية تتجاوز حدود المواجهة العسكرية، لتصبح قضية حرية الوصول إلى المعلومة أحد وجوه هذا الصراع المستمر.
