ضرب إيران .. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عملية “الأسد الصاعد” التي استهدفت ايران في الساعات الأولى من صباح الجمعة كان مخططاً لها منذ أبريل الماضي، إلا أن الظروف العملية حينها حالت دون تنفيذها.
في بيان متلفز موجه إلى الجمهور الإسرائيلي، أوضح نتنياهو أن التخطيط للعملية انطلق قبل ستة أشهر، بعد اغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وأنه أعطى توجيهات لرؤساء الأجهزة الأمنية للتحضير لضرب ايران وصياغة خطة تنفيذية لذلك.

خطه ضرب إيران
وأضاف نتنياهو أنه أصدر أوامره في نوفمبر 2024 لاستهداف وإنهاء برنامج إيران النووي، مشيراً إلى أن القناعة التي تولدت لديه آنذاك هي أن القضاء على القوى المدعومة من ايران في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله، سيحفّز إيران على تسريع برنامجها النووي، وهو ما تحقق بالفعل.
محاولةالتوصل إلى اتفاق نووي مع ايران
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب دخل البيت الأبيض بتعهد إنهاء الحروب حول العالم، إلا أن جهوده للتوصل إلى اتفاق نووي مع ايران يبدو أنها دفعت إسرائيل لاتخاذ خطوات عسكرية جديدة. وأضافت الصحيفة أن الجيش الأمريكي ساهم في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل.

البرنامج النووي الإيراني
وأشارت الصحيفة إلى أن مبعوث البيت الأبيض يواصل مفاوضات منذ أشهر مع القادة الايرانيين في مسعى لفرض قيود على البرنامج النووي الايراني، رغم الاعتراضات الشديدة من نتنياهو. في تصريح ترامب، قال إن التوصل لاتفاق مع ايران سيكون أفضل من مشاهدة “عنف غير مسبوق”، لكنه لفت إلى أن الدبلوماسية تحمل دائماً خطراً داخلياً ممثلاً في أنه إذا أرادت إسرائيل عرقلة المحادثات، فإن الحل يكون مهاجمة ايران مباشرة.
وقالت الصحيفة إن المحاولات المبذولة لإحلال السلام بعد خمسة أشهر من بداية ولاية ترامب الثانية اصطدمت بأزمة جديدة في الشرق الأوسط نتيجة الصراع الايراني الإسرائيلي، في ظل استمرار العنف في أوكرانيا. وعلى الرغم من جهود واشنطن لتقديم دعم لإسرائيل في مواجهة الهجمات الايرانية، بدا ترامب منشغلاً بالاجتماع مع فريقه للأمن القومي.

ترامب كان على علم مسبق بخطط إسرائيل
أكدت الصحيفة أن ترامب كان على علم مسبق بخطط إسرائيل لضرب ايران ، إلا أنه لم يُظهر أي محاولات واضحة لمنع الهجوم الإسرائيلي. وعلى الرغم من تشجيعه إيران على مواصلة المفاوضات أو مواجهة المزيد من الهجمات الإسرائيلية، فإن فرص إبرام اتفاق أصبحت أكثر بُعداً مما مضى. مفاوضات سابقة كانت تعتمد جزئياً على تأكيدات أمريكية بأن واشنطن ستلجم إسرائيل لضمان السلام، غير أن الوضع حالياً مختلف بشكل جذري.
قالت إيلي جيرانمايه، خبيرة الشأن الإيراني بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة في إيران تهدف إلى تقويض فرص ترامب في إبرام صفقة لاحتواء البرنامج النووي الايراني. وأضافت أن مصداقية الولايات المتحدة قد تكون معرضة للخطر إذا عجزت عن كبح تصرفات إسرائيل، مما قد يؤثر على المفاوضات مع دول أخرى.
وعلى الرغم من تصريحات مساعدي ترامب بشأن الرغبة في فصل واشنطن عن هذا “المجهود الحربي”، أكد محللون أن الرسائل المتضاربة من الإدارة الأمريكية قد تعيق وقف الهجمات الإسرائيلية أو إقناع إيران بعدم مهاجمة المصالح الأمريكية، فيما بدا ترامب أحياناً متناقضاً مع نفسه.

الحرب الإسرائيلية ضد إيران
جوناثان بانيكوف، مسؤول استخباراتي أمريكي سابق ومدير مبادرة “سكوكروفت” لأمن الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، أشار إلى أن ترامب كان مهتماً بالدبلوماسية وسعى جدياً لإبرام اتفاق مع ايران . لكنه أكد أن هناك اقتناعاً متزايداً بأن ايران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف، وأن ذلك كان دافعاً أساسياً وراء التوترات الحالية. كما أشار إلى استحالة تنفيذ العملية الإسرائيلية دون موافقة أمريكية ضمنية على الأقل.
وأكدت واشنطن بوست أن الحرب الإسرائيلية ضد ايران تتعارض مع تصريحات ترامب الانتخابية التي كانت تركز على إنهاء الحروب وتقليص تدخل أمريكا في الخارج. وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، وعد ترامب بإعادة الاستقرار بسرعة إلى الشرق الأوسط ونشر السلام في العالم، إلا أن الأحداث الأخيرة تعكس تناقضاً بين تلك الوعود والواقع السياسي المتأزم.