مصير قانون الإيجار القديم مع تصاعد النقاشات داخل البرلمان يترقب ملايين المواطنين من الملاك والمستأجرين ، وذلك إثر توجيهات واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بضرورة التركيز على الجانب الاجتماعي أثناء إعداد التعديلات المنتظرة.
تأتي هذه التوجيهات إلى جانب تأكيدات حكومية بقرب صدور الحسم التشريعي قبل انتهاء دور الانعقاد الحالي للبرلمان، تنفيذًا لحكم المحكمة الدستورية الذي يُلزم الدولة بالمضي قُدمًا في هذا الشأن.

توجيهات الرئيس السيسي واضحة بشان قانون الإيجار القديم
صرّح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن توجيهات الرئيس السيسي واضحة بخصوص ضرورة مراعاة البُعد الاجتماعي أثناء إعداد القانون الجديد، مع التركيز بشكل خاص على تعديل القيم الإيجارية وإطالة الفترة الانتقالية لإنهاء العقود القائمة. ومن المتوقع أن تتجاوز هذه الفترة خمس سنوات بهدف منح المواطنين فرصة كافية لتوفيق أوضاعهم بعيدًا عن أية ضغوط مفاجئة قد تؤثر عليهم بشكل سلبي.
أشار مدبولي إلى أن التعديلات ستكون أكثر مرونة بالنسبة للشقق السكنية مقارنة بالأماكن التجارية، وذلك في ضوء التوجيهات الرئاسية لتمديد الفترات الانتقالية السكنية، خاصة في القرى والمناطق الشعبية القديمة.
نظمت لجنة الإسكان بمجلس النواب ثماني جلسات استماع مكثفة بمشاركة ممثلين عن الوزارات المعنية والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والمجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الملاك والمستأجرين والنقابات المتنوعة.
أعلنت اللجنة عن نيتها في مواصلة هذه الجلسات بعد عطلة عيد الأضحى بهدف الوصول إلى صيغة توافقية تعبر عن مصالح الجميع، ليتم عرضها على مكاتب لجان الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية لمزيد من النقاش.

أولويات إسكانية للمستأجرين في المشروعات الجديدة
أكد النائب عبد الفتاح يحيى، عضو مجلس النواب، أن مشروع القانون الجديد يحتوي على مواد تمنح أولوية للمستأجرين الحاليين للحصول على وحدات سكنية ضمن المشروعات الإسكانية المستقبلية. الهدف من ذلك هو تحقيق الاستقرار السكني لهم دون التسبب في تهديد أو قلق بشأن مستقبلهم الإسكاني.
وأوضح النائب أن تطبيق نظام الإيجارات الجديد سيأخذ بالحسبان التفاوت بين الأحياء السكنية، بحيث يراعى الاختلاف بين قاطني المناطق الشعبية وقاطني المناطق الراقية. هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق مستوى أفضل من العدالة الاجتماعية في توزيع السكن.

تحذيرات من تداعيات تأجيل إصدار قانون الإيجار القديم
من جهة أخرى، شدد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، على خطورة تأخير إصدار قانون الإيجار القديم. وأوضح أن التأخر قد يؤدي إلى حالة من الارتباك القانوني وانتشار آلاف القضايا الفردية في المحاكم. هذا الوضع قد يفرض ضغطًا هائلًا على السلطة القضائية ويهدد بتكدس ملفات كثيرة يصعب التعامل معها بشكل فعال.

توجه جديد لتحديد الإيجارات بناءً على المناطق
أعلن رئيس الوزراء عن خطط لتصنيف الأحياء والمناطق بهدف وضع معايير عادلة لتحديد القيمة الإيجارية. هذه الخطوة تهدف إلى التمييز بين المناطق بناءً على الظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكانها، لضمان عدم فرض أعباء مالية إضافية على المواطنين ذوي الدخل المحدود.

قانون الإيجار القديم بين الجدل والإرث التاريخي
يُعتبر قانون الإيجار القديم من أكثر التشريعات المثيرة للنقاش، خاصةً أنه يعود إلى أكثر من ستة عقود. هذا القانون، الذي شهد مراحل وتعديلات متعددة على مدى السنوات، يُشكل تحديًا كبيرًا بسبب تعقيداته وتأثيره المباشر على حقوق ملايين المواطنين من المالكين والمستأجرين على حد سواء.