من نطنز إلى طهران.. ضربات إسرائيلية تعيد شبح الحرب إلى الشرق الأوسط

الهجوم الإسرائيلي على إيران

شنت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، سلسلة من الضربات الجوية الواسعة في عمق الأراضي الإيرانية، مستهدفة منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومواقع عسكرية رفيعة المستوى، في هجوم وصفته طهران بالجبان وغير القانوني، واعتبره مراقبون تصعيدًا غير مسبوق ينذر باندلاع صراع واسع في الشرق الأوسط.

الحرب الإيرانية الإسرائيلية

أكدت السلطات الإيرانية مقتل عدد كبير من كبار القادة العسكريين، بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، الذي سبق وتبنى مسؤولية إسقاط طائرة ركاب أوكرانية عام 2020.

وأفادت مصادر إقليمية بمقتل 20 قائدًا رفيعًا على الأقل في الضربات الإسرائيلية عل طهران. 

كما أعلنت طهران مقتل ستة علماء نوويين، أبرزهم فريدون عباسي دواني، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية، ومحمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية في طهران، وضمت قائمة الضحايا أيضًا عبد الحميد منوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقي، ومطالبي زاده.

وأعلنت وكالة "نورنيوز" الإيرانية، مقتل 78 شخصًا وإصابة 329 في ضربات طالت مناطق سكنية في طهران، بينما أفادت تقارير إسرائيلية بأن إيران ردت بإطلاق عشرات الطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي أكد اعتراض معظمها، ورفع حالة التأهب بين المدنيين.

خطوة استباقية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الهجمات استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران، بمشاركة نحو 200 طائرة مقاتلة، مضيفًا أن العملية مستمرة حتى تحييد كامل التهديد النووي.

وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال العميد إفي ديفرين أن منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز تعرضت لأضرار جسيمة.

وصرّح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده لن تنتظر تهديدًا وجوديًا حتى يتحقق، مستشهدًا بـ «دروس الهولوكوست»، مضيفًا: "الهجوم كان خطوة ضرورية لحماية شعبنا".

طهران تتوعد برد حاسم

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان شعبه إلى التماسك، متوعدًا إسرائيل برد يجعلها تندم.

بدوره، خاطب المرشد الأعلى علي خامنئي الأمة، واصفًا إسرائيل بأنها أطلقت يدها الشريرة والدموية، متوعدًا بـ«مصير مرير».

مجلس الأمن يجتمع وترامب يشيد بالضربات

طلبت إيران عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، معتبرة الهجوم انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران تحتفظ بحقها الطبيعي في الدفاع عن النفس وفق المادة 51، واصفًا الهجوم بـ«جريمة حرب».

في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الهجوم «كان ممتازًا»، مؤكدًا أن واشنطن كانت على علم مسبق بالضربات، نافيًا أي دور مباشر.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "منحت إيران مهلة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق، وانتهت المهلة أمس، واليوم لديهم فرصة ثانية"، معلنًا مشاركته في اجتماع أمني طارئ في البيت الأبيض، مؤكدًا في تصريحات إعلامية أن المتشددين الذين تعاملنا معهم ماتوا.

روسيا تحذر والسفارات الإسرائيلية تُغلق

أدانت روسيا الهجمات ووصفتها بأنها غير مبررة وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة، متهمة إسرائيل بتقويض الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة النووية.

وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين يتابع التطورات لحظة بلحظة.

كما دعت الخارجية الروسية، مواطنيها إلى تجنب السفر لإيران وإسرائيل، وطلبت من الموجودين البقاء بعيدين عن الأهداف العسكرية والمناطق المزدحمة.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية إغلاق جميع سفاراتها حول العالم، مطالبة رعاياها بالحذر وعدم إظهار أي رموز إسرائيلية أو يهودية في الأماكن العامة.

احتياطات أمنية في أوروبا

شهدت عواصم أوروبية عدة تعزيزات أمنية في محيط المرافق اليهودية، حيث لاحظ شهود من وجود أمني كثيف أمام الكنيس الكبير في ستوكهولم، وكذلك في محيط السفارة الإسرائيلية في برلين.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز، بعد مكالمة مع نتنياهو، إن بلاده تعمل على تشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع المرتبطة بإسرائيل.