أكد الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر السياسي والقيادي الإخواني السابق، أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد حكم جماعة الإخوان، بل كانت لحظة فاصلة أنقذت الدولة المصرية من السقوط في فخ مشروع إخواني متكامل، سعى لتفكيك مؤسسات الدولة وإقامة بدائل تنظيمية على أسس دينية وعقائدية.
وثيقة "فتح مصر" وخطة السيطرة
وقال الخرباوي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" على قناة صدى البلد، مساء الخميس، إن الجماعة كانت تخطط لتحويل مصر إلى "دولة إخوانية شاملة" تبدأ بمرحلة التمكين وتنتهي بمحو مؤسسات الدولة الوطنية، مؤكدًا أنه كان أول من كشف ما وصفه بـ "الوثيقة الكبرى" تحت عنوان "فتح مصر"، التي تجاهلها الإعلام في حينها، رغم كونها خارطة طريق لتنفيذ المشروع الإخواني.
وأشار إلى أن الرئيس الأسبق محمد مرسي استخدم بالفعل تعبير "الفتح الإسلامي لمصر" في أحد خطاباته من مسجد عمرو بن العاص، وهو ما يعكس توجهات الجماعة لإعادة صياغة الدولة على أسس دينية.
مخطط جيش موازٍ وسيناريو الفوضى
وكشف أن الجماعة كانت تعمل على إنشاء جيش موازٍ للجيش المصري، بالتعاون مع قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك، الذي قدم تصورًا لإنشاء جيش عقائدي بديل على غرار "الحرس الثوري"، مع إدخال عناصر إرهابية إلى سيناء لتنفيذ ما يسمى بـ "حرب العصابات"، وهو ما تم لاحقًا في ملفات مثل هشام عشماوي وعماد عبد الحميد.
وأوضح أن وثائق خطيرة وُجدت بحوزة محمد كمال، قائد الجناح المسلح للإخوان، كشفت خططًا شاملة لشن عمليات مسلحة في سيناء ضد القوات المسلحة، مستوحاة من تجارب الجهاد المسلح في أفغانستان، والجزائر، وفيتنام.
نهاية المشروع بفضل الإرادة الشعبية
واختتم الخرباوي تصريحاته بالتأكيد على أن ثورة 30 يونيو غيّرت المسار بالكامل، وأنه "لولاها، ما كنا اليوم نتحدث بحرية، بل كنا نعيش تحت نظام لا يعترف بالدولة الوطنية ولا بالحقوق الفردية".
وأضاف أن الشعب المصري استطاع عبر تلك الثورة إسقاط مشروع كان يستهدف هوية الدولة وبقاءها.