تمكن التحالف المغربي المكون من شركة الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء TGCC والشركة العامة للأشغال بالمغرب SGTM من الظفر بصفقة تشييد الحصة الثانية من مشروع الملعب الكبير ببنسليمان، الذي يعد من أبرز مكونات خطة المملكة الطموحة لتعزيز بنيته التحتية الرياضية استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم “مونديال 2030″.
وكشفت معطيات واردة بالبوابة الوطنية للصفقات العمومية عن بلوغ القيمة الإجمالية للصفقة حوالي 3.2 مليار درهم، أي ما يعادل حوالي 320 مليون دولار أمريكي؛ ما يجعل المشروع واحدا من أضخم الاستثمارات في قطاع البنيات الرياضية في تاريخ المملكة، حيث رست الصفقة على هذا التحالف بعد دراسة دقيقة للعروض المودعة في إطار طلب العروض الذي أغلق رسميا في 10 يونيو الجاري. وتميز ملف التحالف الفائز باستيفائه لكافة المعايير الفنية والمالية المطلوبة؛ ذلك أنه كان الوحيد الذي استجاب لكافة الشروط المطلوبة.
ولا يقتصر هذا المشروع، الذي سيقام على مساحة تناهز 100 هكتار بضواحي مدينة بنسليمان شمال مدينة الدار البيضاء، على تشييد ملعب رئيسي بسعة 115 ألف متفرج فقط؛ بل يشمل أيضا مجموعة من المرافق الرياضية المرافقة، بينها مضمار لألعاب القوى بسعة 25 ألف مقعد وقاعات رياضية متعددة التخصصات ومسبح أولمبي مغلق إلى جانب مركز مؤتمرات ومرافق تجارية وسياحية ومنشآت فندقية من مستوى عال ومدينة رياضية متكاملة تشكل جزءا من النسق العام للملعب.
وينتظر أن يشكل هذا المشروع واجهة معمارية ورياضية حديثة تجسد طموح المغرب في تنظيم نسخة متميزة من كأس العالم، تضاهي من حيث الجودة والتجهيزات كبريات المنشآت الرياضية العالمية في أوروبا والأمريكيتين؛ فيما يعد هذا المشروع أيضا فرصة لإبراز الكفاءة الوطنية في إنجاز مشاريع ضخمة بمواصفات دولية، حيث يشهد تحالفا بين شركتين مغربيتين رائدتين في مجال البناء والأشغال الكبرى لهما باع طويل في مشاريع البنية التحتية الكبرى كالموانئ والمطارات والطرق.
وتم تحديد الموعد النهائي لانتهاء الأشغال في دجنبر 2027 من أجل إتاحة هامش زمني كاف لتنظيم تظاهرات تجريبية واختبارات لوجستية قبل انطلاق الحدث الكروي العالمي، حيث من المنتظر أن يكون الملعب الكبير ببنسليمان الأكبر من حيث الطاقة الاستيعابية على مستوى القارة الإفريقية ضمن شبكة من الملاعب تضم كذلك ملاعب الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وفاس وأكادير التي تشكل معا العمود الفقري لملف الترشيح الثلاثي المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لاحتضان مونديال 2030.
وفضلا عن التجهيزات الرياضية، يشمل المشروع تطوير بنية تحتية مرافقة؛ من خلال ربط الملعب بالطريق المار عبر منافذ مباشرة، وتوصيله بالطرق الوطنية التي تربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش ومطار محمد الخامس، وكذا شبكة السكك الحديدية، سواء تعلق الأمر بمشروع القطار الجهوي السريع أو القطار فائق السرعة ”البراق”.
ويرتقب كذلك أن يتم تشييد مواقف سيارات ضخمة تتسع لأكثر من عشرة آلاف مركبة، بما يضمن سلاسة الحركة والتنقل للزوار والمتفرجين، علما أن هذا المشروع يعكس إلى جانب دلالته الرياضية التزام المغرب أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والمجتمع الدولي بجعل كأس العالم 2030 مناسبة نوعية لتعزيز مكانة المملكة باعتبارها وجهة رياضية وسياحية في إطار ربط الرياضة بالتنمية المستدامة.