الأربعاء 11/يونيو/2025 - 06:06 م 6/11/2025 6:06:52 PM

تُعد مروحية الأباتشي (AH-64) رمزًا للقوة الجوية للجيش الأمريكي، لكن مقالًا نشرته مجلة ناشيونال إنترست بقلم بيتر سوسيو في 10 يونيو 2025 يشير إلى أن هذه المروحية تواجه تحديات كبيرة تهدد فعاليتها في الحروب الحديثة. منذ دخولها الخدمة في ثمانينيات القرن الماضي، برزت الأباتشي كعنصر أساسي في النزاعات العسكرية، مثل حرب الخليج وأفغانستان والعراق، بفضل قدرتها على تقديم الدعم الجوي القريب وتدمير الأهداف المدرعة. ومع ذلك، مع التطورات التكنولوجية السريعة وتغير طبيعة الحروب، أصبحت الأباتشي تواجه صعوبات في مواكبة متطلبات ساحات القتال المعاصرة، مما دفع الجيش الأمريكي لإعادة تقييم دورها.
تعاني الأباتشي، خاصة طرازات AH-64D، من قيود تتعلق بتقادم أنظمة الاتصالات وأجهزة الاستشعار وطاقة الحوسبة على متنها، حتى بعد ترقيتها إلى الإصدار 14. وفقًا للمقال، أعلن الجيش الأمريكي عن خطط لإيقاف تحويل طرازات D إلى طرازات E (الإيكو) وتسريع سحب 158 طائرة من طراز D من الخدمة. وقد أشار الفريق جوزيف رايان، نائب رئيس أركان الجيش للعمليات والتخطيط والتدريب، في 3 يونيو 2025 في مركز أبحاث بواشنطن، إلى أن طرازات AH-64D لم تعد تمثل قدرة حاسمة للفوز في الحروب الحديثة. وحتى طرازات AH-64E، التي يبلغ عددها حوالي 560 طائرة، تواجه تحديات في مواكبة ديناميكيات ساحات القتال المتغيرة، على الرغم من تجهيزها بصواريخ أطول مدى وقدرة الطاقم على التحكم في الطائرات المسيرة من قمرة القيادة.
تُظهر الحرب في أوكرانيا، التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات، محدودية فعالية المروحيات القتالية في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل تلك التي طورتها روسيا والصين. هذه الأنظمة، التي تشمل الصواريخ الموجهة والرادارات المتطورة، تجعل المروحيات التقليدية عرضة للاستهداف. علاوة على ذلك، تُعد تكاليف صيانة الأباتشي باهظة، مما يضغط على الميزانيات العسكرية في وقت تتجه فيه الأولويات نحو الاستثمار في الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تسعى شركة بوينج لإطالة عمر طرازات AH-64E من خلال ترقيات إلى الإصدار 6.5، والتي تشمل تحسينات في البرمجيات وواجهات الطيار وحلول مكافحة الطائرات المسيرة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال الأباتشي تلعب دورًا مهمًا في العمليات العسكرية، خاصة في الصراعات غير المتكافئة ضد الجماعات المسلحة. ومع ذلك، يشير المقال إلى أن الجيش الأمريكي يتطلع إلى منصات بديلة، مثل طائرة بيل V-280 فالور ذات الدوار المائل، التي من المقرر أن تدخل الخدمة بحلول عام 2030 كجزء من برنامج الطائرات الهجومية بعيدة المدى (FLRAA)، والتي قد تحل محل كل من مروحيات UH-60 بلاك هوك وAH-64 أباتشي. هذا التحول يعكس الحاجة إلى منصات أكثر مرونة وتكيفًا مع متطلبات الحروب المستقبلية.
وعكس تراجع هيمنة الأباتشي تحولًا أوسع في المشهد العسكري العالمي. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والحرب الإلكترونية، يتعين على الجيش الأمريكي مواكبة هذه التغيرات للحفاظ على تفوقه الجوي. ورغم الإرث المميز للأباتشي، التي أثبتت جدارتها في عروض رمزية مثل تحليقها في سباق إندي 500، فإنها قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب إعادة تعريف دورها في ساحة المعركة.