عاد ملف نقص الأدوية في مصر إلى واجهة المشهد الصحي من جديد، بعد تزايد شكاوى المواطنين من اختفاء بعض الأصناف الحيوية من الأسواق، حتى من صيدليات الإسعاف التي تتبع هيئة الشراء الموحد، وهو ما أثار موجة من الغضب بين المواطنين والمسؤولين.
طلب إحاطة من البرلمان بشأن نواقص الأدوية
تقدّم الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل إلى وزارة الصحة والسكان، طالب فيه بكشف أسباب تفاقم الأزمة مجددًا، خاصةً في ظل تصريحات سابقة لهيئة الدواء المصرية تؤكد توافر الأدوية ومخزون المواد الخام لفترة كافية.
وقال أبو العلا إن الأزمة أجبرت العديد من المرضى على البحث عن الأدوية الناقصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى عودة السوق السوداء للأدوية، حيث يتم بيع بعض المستحضرات بأسعار مبالغ فيها، خاصةً أدوية الأمراض المزمنة التي لا تحتمل التأخير.
مطالب برلمانية بتحرك عاجل لضمان حق المواطن في العلاج
واختتم أبو العلا طلب الإحاطة بمطالبة الحكومة بوضع خطة واضحة لتوفير الأدوية الحيوية، لا سيما تلك الخاصة بالأمراض المزمنة، مع تكثيف الرقابة على السوق السوداء والمخازن الكبرى، لضمان عدم التلاعب بصحة المواطنين واحتياجاتهم العلاجية.
مركز الحق في الدواء يكشف الأسباب الحقيقية وراء الأزمة
وتعقيبًا على ذلك، أوضح الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، في تصريح خاص لـ"مصر تايمز" أن أزمة نواقص الأدوية الحالية لا تتعلق فقط بنقص بعض الأصناف، بل تعود إلى مشكلات تنظيمية واقتصادية أعمق، تتمثل في ثلاثة محاور رئيسية:
1- تقييد التوزيع بصيدليات الإسعاف فقط
أشار فؤاد إلى أن سياسة "المكان الآمن" التي تتبناها هيئة الدواء تقضي بتوزيع بعض الأدوية المنقذة للحياة حصريًا في صيدليات الإسعاف، مما يحرم سكان المحافظات والقرى التي لا تتوفر فيها هذه الصيدليات من الحصول على الدواء.
2- خسائر الصيادلة بسبب تقلب الأسعار
أشار إلى أن الصيادلة يواجهون أزمة حقيقية في تسعير الأدوية، حيث يُجبر البعض على بيع الدواء بسعر أقل من سعر الشراء الجديد، مما يؤدي إلى امتناعهم عن شراء الأصناف المرتفعة الثمن لتجنب الخسائر، وبالتالي اختفاؤها من السوق.
3. جشع بعض مخازن الأدوية واحتكار السوق
اتهم فؤاد بعض مخازن الأدوية الكبرى بتخزين كميات كبيرة من الأدوية التي يُتوقع ارتفاع أسعارها، مما يتسبب في حجبها عن السوق وبيعها لاحقًا بأسعار أعلى، لتحقيق أرباح طائلة.
أدوية حيوية بأسعار خيالية في السوق السوداء
وكشف فؤاد عن أمثلة حية لأدوية تُباع بأضعاف أسعارها الرسمية أبرزها:
- حقن "إبيفاسي" و"جونابيور" المستخدمة لتثبيت الحمل، والتي يبلغ سعرها الرسمي 200 جنيه، لكنها تُباع في مراكز الحقن المجهري بسعر يصل إلى 2000 جنيه.
- دواء لعلاج السرطان وأمراض الكلى والذئبة الحمراء، سعره الرسمي 265 جنيهًا، لكنه يُباع في السوق السوداء بسعر يتجاوز 3000 جنيه.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.