في لقاء خاص من قلب المسرح القومي، تحدث الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" على قناة dmc، كاشفًا عن كواليس مسرحيته الأخيرة، ورؤيته للمسرح والدراما، وبعض من ملامح رحلته الفنية والإنسانية.
قال الفخراني إن المسرح القومي يجب أن يكون هو الحاضن الأول للأعمال الكلاسيكية، سواء كانت عربية أو غربية، انطلاقًا من رسالته الثقافية والتنويرية.
وأوضح أن مسرحية "الملك لير" التي قُدّمت مؤخرًا، لا تزال تحظى بإقبال جماهيري كبير، ليس فقط بسبب شهرة الرواية، بل أيضًا لأنها تُعرض على خشبة المسرح القومي الذي وفر لها ميزانية إنتاجية مفتوحة، مما مكّن الفريق من تقديم العمل بصورة لائقة ومتميزة.
وأكد الفخراني أنه حريص على تقديم أعمال مسرحية من وقت لآخر، رغم انشغاله أو غيابه المؤقت عن الخشبة، معتبرًا أن المسرح يظل إضافة كبيرة لأي ممثل، ويمنحه طاقة فنية وتجديدًا دائمًا.
وعن غيابه عن الموسم الدرامي الأخير، أوضح أنه لم يتلقَ عرضًا مشجعًا يدفعه للعمل، مشيرًا إلى أنه بات أكثر انتقائية، ويحرص على أن يشعر بالاستمتاع الحقيقي بما يقدمه، وليس فقط من أجل التواجد على الساحة.
وقال: "لا يوجد شيء يساوي استمتاع الممثل بالعمل اللي بيقدمه".
كما أبدى تعاطفه مع المؤلفين في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الكثير من الأفكار قد استُهلكت، وأنه شخصيًّا يتمنى تقديم أعمال جديدة كليًا، بعد مشوار طويل تناول خلاله أغلب التيمات الفنية.
وفي جزء شخصي وإنساني من الحوار، تحدث الفخراني عن اختياراته المبكرة، كاشفًا أن التحاقه بكلية الطب لم يكن نابعًا من شغف حقيقي، بل كان مدفوعًا فقط بمجموع الثانوية العامة، مؤكدًا أنه لا يحنّ إلى ممارسة مهنة الطب، بل يرى أن دراسته لعلم النفس هي التي أفادته أكثر كممثل، حيث ساعدته على فهم دوافع الشخصيات والتقرب إلى مشاعرها بصدق.
كما استعاد ذكرياته في مسرح كلية الطب، مشيرًا إلى أن زوجته الكاتبة لميس جابر كانت تشاركه التمثيل على نفس المسرح، وهناك بدأت تتشكل ملامح الشغف المشترك بينهما بالفن.
وفي لحظة إنسانية مؤثرة، روى الفخراني قصة لقائه الأول بـعبد الحليم حافظ، عندما كان طالبًا في الجامعة، وصادفه مصادفة في المسرح القومي، وطلب منه أوتوجرافًا لكنه لم يكن يحمل ورقة أو قلم.
وتابع: "عبد الحليم ما استغربش، بالعكس، قال للناس يجيبولي ورقة وقلم، وكتبلي الأوتوجراف".
واختتم الفخراني القصة قائلًا: "من وقتها اتعلمت إن احترام الجمهور والمعجبين واجب".