أفاد مصدر مطلع من داخل الوكالة الوطنية للمياه والغابات بأن “خريطة التنبؤ بخطر اندلاع الحرائق الغابوية بالمغرب تخضع لتحيينات متواصلة على طول السنة، وذلك بغرض مواجهة الإشكاليات التي تبرز في هذا السياق، وجعل الباب دائما مفتوحا أمام عنصر الاستباق”.
ولم يستبعد المصدر ذاته، الذي تحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية، الكشفَ لفائدة عموم المغاربة والمهتمين بالشأن البيئي بالمملكة عن خريطة جديدة خلال الأيام المقبلة حول خطر حرائق الغابات، وذلك تزامنا مع بداية فصل الصيف الذي يحل في الواحد والعشرين من شهر يونيو الجاري، على أن يتم أخذها بعين الاعتبار من قبل السلطات المعنية.
وأكد المصدر نفسه أنه “يتم تحديد نوعية الخطر المرتقب على مستوى مساحات غابوية بعينها، وما إن كان هذا الخطر متوسطا أو بسيطا، من خلال الاعتماد على عدد من المعطيات التي يتم التعامل معها بمثابة خوارزميات”.
ونجد من بين هذه المعطيات “خريطة المناطق التي تعرّضت للحرائق خلال 25 سنة الماضية، إلى جانب العناصر العلمية الخاصة بالمناخ والوضع الطبوغرافي بكل منطقة على حدة وسرعة الرياح أيضا، فضلا عن عنصر التشكيلات الغابوية وأنواعها”، يؤكّد مصدر هسبريس.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “مسك هذه العناصر المتداخلة فيما بينها داخل نظام معلوماتي معدّ لهذا الغرض يمكننا من إنتاج خرائط دقيقة وعلمية تكشف لنا بالتحديد المناطق المؤهلة لمعرفة نشوب حريق أو عدد من الحرائق، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة”.
ويهدف ذلك أيضا إلى “ضمان يقظة المسؤولين بعدد من المناطق المعنية بأخطار الحرائق، وضمان الاستجابة السريعة والنوعية لها، وفي الوقت المناسب”.
وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد كشفت عن أولى خرائط التنبؤ بالحرائق الخاصة بموسم الصيف الماضي بتاريخ الـ21 من يونيو من السنة الماضية، تلتها خرائط أخرى محيّنة حدّدت بدقّة المناطق المعنية بحرائق المساحات الغابوية.
ويقسّم مؤشر المخاطر الذي تعتمده هذه الخريطة الأقاليمَ المغربية إلى: مناطق ذات مخاطر ضعيفة باللون الأخضر، مناطق ذات مخاطر متوسطة باللون الأصفر، مناطق ذات مخاطر مرتفعة باللون البرتقالي، ومناطق ذات مخاطر قُصوى باللون الأحمر.
وبيّنت التحيينات التي عرفتها هذه الخريطة خلال آخر موسم صيفي تركّزَ خطر الحرائق بأقاليم محددة بالمغرب، من قبيل طنجة أصيلا، فحص أنجرة، العرائش، الناظور، تازة، خنيفرة، الصويرة، تاونات، الحوز وبركان.
تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات خصّصت غلافا ماليا يقدر بـ160 مليون درهم للوقاية من الحرائق خلال هذه السنة، وسيتم توظيف هذا المبلغ لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر.