المتنيح الأنبا إبرام مطران الفيوم حبيب الفقراء .. وسط أجواء مفعمة بالإيمان والمحبة، احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد رحيل القديس العظيم أنبا أبرآم، أسقف الفيوم والجيزة، في ديره الكائن بقرية العزب بمحافظة الفيوم. تخللت الاحتفالات إقامة قداس إلهي وترانيم روحية بمشاركة عدد كبير من الأقباط القادمين من مختلف أنحاء المحافظة.
تطيب رفات المتنيح الأنبا إبرام
شارك في القداس الإلهي عدد من الكهنة ورهبان الدير، إلى جانب وفود من أبناء الكنيسة الذين اجتمعوا لتكريم ذكرى هذا القديس البار، الذي أثرى التاريخ القبطي بإرثه الروحي وخدمته المتميزة.
تضمنت فعاليات الاحتفال كلمات روحانية تناولت حياة القديس أنبا أبرآم، مسيرته الرهبانية وخدمته المؤثرة في قلوب المؤمنين. كما جرى التشديد على أهمية الاقتداء بنهجه وسيرته كنموذج للحياة الروحية والممارسات اليومية.
الجدير بالذكر أن دير القديس أنبا أبرآم في قرية العزب يُعد من المواقع المقدسة التي تحافظ على إرثه، ويشكل وجهة مميزة للزوار والمهتمين بالتراث القبطي وعالم الرهبنة.
لماذا منح لقب رجل العطاء للمسيحيين والمسلمين؟
الأنبا إبرام كان شخصية استثنائية في مسيرة العطاء، حيث كرس حياته لخدمة الفقراء دون تفرقة بين مسيحي ومسلم، وهو ما جعل الناس يلقبونه بـ”رجل العطاء” و”أب الفقراء والمساكين”. تمت الإشارة إليه كقديس الفيوم وحبيب الفقراء، مما جعله رمزًا بارزًا في تاريخ الأقباط الأرثوذكس.
سيرة المتنيح الأنبا إبرام
بالنسبة لتفاصيل نشأته، ولد القديس الأنبا إبرام عام 1829 في قرية دلجا التابعة لمحافظة المنيا، وكان اسمه عند الميلاد بولس غبريال. تم تعميده في كنيسة السيدة العذراء الأثرية، التي تعرضت لاحقًا لحريق شامل أثناء الهجوم على كنائس دلجا بعد فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013. لاحقًا، انطلق إلى دير السيدة العذراء بالمحرق ورُسم راهبًا هناك عام 1838 باسم بولس غبريال الدلجاوي المحرقي، وارتقى ليصبح رئيسًا لدير المحرق.
في عام 1964، قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إعلان الأنبا إبرام قديسًا رسميًا وإضافة اسمه إلى مجمع القديسين، حيث يُذكر اسمه في كل قداس تأكيدًا على المعجزات التي أجراها ويُقال إنه لا يزال يُجريها. وفي عام 1987، تم نقل رفاته التي كانت محفوظة في صندوق خاص إلى أنبوبة خشبية تُعرض حاليًا مع بعض متعلقاته الشخصية في موضع مميز بدير العزب.
