أمين عام "أوبك": لا ذروة وشيكة للطلب على النفط والنمو مستمر حتى 2050

أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أن الطلب العالمي على النفط سيواصل نموه القوي خلال العقود المقبلة، مدفوعًا بارتفاع عدد سكان العالم واحتياجاته المتزايدة من الطاقة، مشددًا على أنه "لا توجد ذروة في الطلب تلوح في الأفق".

وخلال مشاركته في معرض الطاقة العالمي في مدينة كالجاري بإقليم ألبرتا الكندي، أوضح الغيص أن توقعات "أوبك" تشير إلى ارتفاع احتياجات الطاقة العالمية بنسبة 24% بحلول عام 2050، متوقعًا أن يتجاوز الطلب على النفط 120 مليون برميل يوميًا خلال تلك الفترة، مقارنة بالمستويات الحالية.

إشادة بكندا وتحذير من نقص الاستثمارات

وأشار الغيص إلى أن منظمة "أوبك" تبدي تقديرًا للجهود التي بذلها قطاع النفط الكندي مؤخرًا لزيادة الإنتاج، لا سيما بعد توسعة خط أنابيب "ترانس ماونتن" الذي عزز من قدرة التصدير الكندية. وسجّلت كندا إنتاجًا قياسيًا من النفط في عام 2024، وسط تصريحات لرئيسة وزراء إقليم ألبرتا، دانييل سميث، عن نية مضاعفة إنتاج النفط والغاز في الإقليم بحلول عام 2050.

وفي سياق متصل، حذر الغيص من مخاطر ضعف الاستثمارات العالمية في مشاريع النفط والغاز، معتبرًا أن عدم ضخ رأس مال كافٍ لتلبية الطلب المتزايد قد يؤدي إلى تهديد أمن الطاقة العالمي وزيادة تقلبات الأسواق، ما يضر بالمستهلكين والمنتجين على حد سواء. ولفت إلى أن أوبك تقدر الحاجة إلى استثمارات تفوق 17.4 تريليون دولار في قطاع الطاقة العالمي خلال الـ25 عامًا المقبلة.

تخفيف تدريجي لتخفيضات الإنتاج

وأشار الغيص إلى أن أوبك بدأت إلغاء تخفيضات الإنتاج التي التزمت بها في السنوات الماضية بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث رفعت إنتاجها بنحو 411 ألف برميل يوميًا عبر أشهر مايو ويونيو ويوليو، في استجابة لتطورات السوق العالمية.

إلا أن هذه الزيادات، إلى جانب مخاوف متزايدة بشأن التوترات التجارية العالمية وخطر الركود، تسببت في ضغوط على أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة. وقد توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تنخفض أسعار خام برنت إلى نحو 60 دولارًا للبرميل بحلول نهاية 2025، مع متوسط سنوي متوقع يبلغ 59 دولارًا للبرميل خلال العام المقبل.

موقف أوبك من التحولات المناخية

وفيما يتعلق بالسياسات البيئية، أعرب الغيص عن دعم "أوبك" لخفض الانبعاثات العالمية، لكنه انتقد ما وصفه بـ"الأهداف المناخية غير الواقعية"، مؤكدًا أن المنظمة ترفض التمييز ضد مصادر الطاقة الأحفورية، وتدعو إلى اتباع نهج عملي يركز على تقليل الانبعاثات عبر تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه، بدلًا من استبعاد النفط والغاز من مزيج الطاقة العالمي.