لليوم الرابع على التوالي تواصل الاحتجاجات في لوس أنجلوس المناهضة للاجراءات التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحق المهاجرين حيث تتم عمليات مداهمات من جانب وكلاء دائرة الهجرة والجمارك، واعتقال مهاجرين وتكبد المدينة الأمريكية خسائر قدرت وفق تقارير إعلامية بأكثر من مليار دولار.
تصاعد الاحتجاجات في أمريكا
ولم تقتصر الاحتجاجات على لوس أنجلوس فحسب وإنما امتدت لتشمل أماكن أخرى من كاليفورنيا، حيث اندلعت احتجاجات في سانتا آنا - الواقعة جنوب شرق لوس أنجلوس مباشرة وسان فرانسيسكو، الواقعة على طول الساحل، و اعتقال نحو 150 شخصا.
كما أعلنت الشرطة في مدينة نيويورك إنها اعتقلت أيضا "العديد من الأشخاص" شاركوا في احتجاجات مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك، بعد أن أغلقوا الطريق أمام المباني الفيدرالية.
وأفادت شبكة CNN بتجمع حشد خارج مبنى إدارة الهجرة والجمارك في أتلانتا، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
نشر قوات الحرس الوطني
يأتي ذلك فيما نشر الجيش الأمريكي حوالي 1700 جندي من الحرس الوطني في منطقة لوس أنجلوس، وقال الجيش في بيان:" إن نحو 1700 جندي من الحرس الوطني موجودون في موقع في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وتم تفعيل 700 من مشاة البحرية للانضمام إليهم في مهمتهم في لوس أنجلوس" .
وقالت القيادة الشمالية الأمريكية المعروفة باسم NORTHCOM إن قوة المهام العسكرية "تحمي الموظفين الفيدراليين والممتلكات الفيدرالية في منطقة لوس أنجلوس الكبرى".
وأوضح الجيش إن:" هناك إجمالاً 2100 جندي من الحرس الوطني في قوة المهام، المسماة قوة المهام 51، إلى جانب 700 من مشاة البحرية".
يأتي ذلك فيما أعلن رئيس شرطة لوس أنجلوس إنه سيكون هناك "المزيد" من الاعتقالات في الأيام المقبلة، حذر قائد الشرطة جيم ماكدونيل من أن أي شخص يرتكب أعمال عنف أو تخريب أثناء الاحتجاجات سيتم اعتقاله وقال إن المحققين سوف يقومون بمزيد من الاعتقالات المتعلقة بالحوادث الماضية.
وأكد ماكدونيل في مؤتمر صحفي "لا يوجد أي تسامح مع النشاط الإجرامي تحت ستار الاحتجاج".
وأفاد مسؤولون بأن نحو 60 شخصًا أُلقي القبض عليهم خلال أعمال الشغب التي شهدتها نهاية الأسبوع. وقال ماكدونيل إنه "لن يُجادل" في أن عدد المعتقلين حتى الآن قليل نسبيًا، لكنه توقع أن ترتفع الأعداد مع استمرار التحقيقات.
وأضاف أنه "سيكون هناك المزيد من الاعتقالات في وقت لاحق".
وأكد إن إدارة شرطة لوس أنجلوس لديها عقود من الخبرة في التعامل مع الاحتجاجات واسعة النطاق، وأنه واثق من قدرة إدارة الشرطة على الاستجابة للمظاهرات الحالية باحترافية وفعالية
دعوى قضائية ضد ترامب
وفي السياق ذاته، رفع المدعي العام لولاية كاليفورنيا دعوى قضائية موعودة تطعن في نشر إدارة ترامب للقوات العسكرية في لوس أنجلوس في أعقاب الاحتجاجات والاضطرابات.
وتقول الدعوى إن ترامب تجاوز سلطته القانونية وأنه "استخدم احتجاجًا كانت السلطات المحلية تسيطر عليه للقيام بعملية أخرى غير مسبوقة للاستيلاء على السلطة".
وأشارت الدعوى بأن جافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا هو القائد الأعلى القانوني للحرس الوطني للولاية، ولم يطلب استخدامه. في الواقع، انتقد نيوسوم قرار ترامب بإرسال القوات، واصفًا إياه بأنه محاولة "لصنع أزمة".
وتقول الدعوى القضائية إنه بموجب النظام القانوني، "عندما يستدعي الرئيس أعضاء الحرس الوطني للولاية للخدمة الفيدرالية بموجب هذا القانون، فإن هذه الأوامر" يجب أن تصدر من خلال حكام الولايات ".
ووصف حاكم ولاية نيوسوم إن استخدام الجيش في لوس أنجلوس بالعمل"الديكتاتوري"
وقال نيوسوم عبر منصة "إكس": "لا ينبغي نشرهم على الأراضي الأمريكية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق خيال مجنون لرئيس ديكتاتوري".
وأفادت مصدران في وزارة الدفاع الأمريكية أن مهمة مشاة البحرية في لوس أنجلوس، في حال نشرهم، ستكون حماية الموظفين والموارد الفيدرالية. وبموجب القانون الفيدرالي، يُحظر عليهم القيام باعتقالات.
ومع ذلك، فإن استخدام القوات الأميركية في حالة داخلية أمر نادر.
ترامب يحذر من حرب أهلية
وفي وقت سابق أمس الاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيرسل المزيد من قوات الحرس الوطني إلى كاليفورنيا إذا لزم الأمر.
وشدد ترامب على أنه لا يريد حربا أهلية، مضيفا: "أشعر أنه لم يكن لدي خيار آخر بشأن نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وأعتقد أنني فعلت الشيء الصحيح".
