أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن فكر جماعة الإخوان الإرهابية لا يتضمن أي إيمان بفكرة الوطن، مشيرا إلى أن التنظيم منذ تأسيسه عام 1928 لم يغير من عقيدته الفكرية، رغم دعوات المفكرين له بضرورة التراجع عن تاريخه الدموي، والتخلي عن مشروع التمكين الذي يسعى لحكم الدولة عبر كوادره.
وقال شقرة، خلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "الجماعة واجهت معارضيها بعنف شديد، والمصريين، بذكائهم المعروف، أدركوا سريعا أن الإخوان لا يعملون لخدمة الدين كما يدعون، بل يسعون للسيطرة على مؤسسات الدولة والجامعات بدوافع سياسية".
وأضاف: "الشعب المصري مدرك لفكرة التسامح ومعروف برفضه للأفكار المتطرفة، وبأن فكرة الوطن متجذرة في وجدانه، إذ يرى الأرض بمثابة العرض، ومصر كأقدم دولة مركزية في التاريخ غرست في أبنائها معنى الانتماء الوطني الحقيقي، خلافًا لما تروج له الجماعة من أفكار وهمية عن الخلافة الإسلامية".
وانتقد شقرة محاولات الإخوان تهكمهم على فكرة "تراب الوطن المقدس"، مؤكدا أنهم لا يؤمنون بفكرة الدولة الوطنية، بل يعملون على إنشاء تنظيمات خارجية في عدد من الدول.
وشدد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر على ضرورة استمرار مواجهة الفكر الإخواني فكريًا وثقافيًا، وليس أمنيًا فقط، قائلًا إن الجماعة تمتلك أدوات خطيرة مثل تزييف التاريخ، وبث الشائعات، والتحكم في المال والتنظيمات السرية، محذرًا من استمرار نشاط الخلايا النائمة.
وأشاد شقرة بدور المؤسسات الفكرية والثقافية، خاصة "مرصد الأزهر"، في تفنيد الأكاذيب التي تمس الإسلام، داعيا إلى توسيع جهود التنشئة الاجتماعية والتعليمية في مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أن الجامعات ووزارات الثقافة والشباب تتحمل مسؤولية كبرى في هذه المعركة الفكرية.
