هاجمت مارين لوبن، زعيمة اليمين المتشدد في فرنسا، وفيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، الاثنين، الاتحاد الأوروبي، خلال تجمّع في فرنسا يهدف إلى التعبير عن وحدة الصف وقوة التيار المناهض للهجرة في أوروبا.
ولمناسبة مرور عام على سحق حزب لوبن “التجمع الوطني” معارضيه ليحقق أفضل نتيجة على الإطلاق في الانتخابات الأوروبية، أقيم التجمّع في مورما-سور-فيرنيسو جنوب باريس، بحضور قادة اليمين المتشدد من مختلف أنحاء أوروبا.
هيمن التفاؤل على الأجواء، بعد عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة مطلع العام والنتائج الجيدة التي يحققها اليمين في الانتخابات على مستوى القارة.
وشبّه أوربان سياسة الهجرة الأوروبية “بتبادل منظّم للسكان لاستبدال الأسس الثقافية” للقارة.
وبينما تباهى بنجاحه في “إبعاد المهاجرين” عن بلاده، وإن كان الثمن مواجهة عقوبات من بروكسل، قال أوربان أمام الآلاف الذين حضروا: “لن ندعهم يدمروا مدننا ويغتصبوا بناتنا ونساءنا ويقتلوا المواطنين المسالمين”.
من جانبها، وصفت لوبن الاتحاد الأوروبي بأنه “مقبرة الوعود السياسية التي لم يتم الإيفاء بها” ووصفته بأنه “ليبرالي بشكل مبالغ فيه”.
وأضافت: “لا نريد المغادرة. نريد إنهاء اللعبة والفوز، الاستحواذ على السلطة في فرنسا وأوروبا وإعادتها إلى الشعب”.
وبينما دعم حزبها، في الماضي، انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي؛ إلا أنه بات الآن يدعو إلى إصلاحات أوروبية مع البقاء ضمن التكتل في وقت تسعى لوبن إلى كسب الناخبين والنأي بنفسها عن إرث والدها جان ماري لوبن.
وشملت قائمة الحضور ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية وزعيم حزب الرابطة، وسانتياغو أباسكال، زعيم حزب “فوكس” الإسباني، وأندريه بابيش، رئيس الوزراء التشيكي السابق؛ وهم جميعا جزء من كتلة “وطنيون من أجل أوروبا” في البرلمان الأوروبي، وهي واحدة من ثلاث كتل يمينية متطرفة تتنافس في المجلس.
من جانبه، وصف سالفيني الهجرة بأنها مصدر “تهديد” لأوروبا قائلا إن “التهديد لأطفالنا يتمثل بغزو المهاجرين غير الشرعيين، معظمهم من الإسلاميين الممولين والمنظمين من صمت بروكسل”، داعيا إلى “استعادة مصير ومستقبل أوروبا”.
في الأثناء، نظّم نحو 4 آلاف شخص من اليسار والنقابات العمالية تظاهرة في بلدة موتارجي القريبة، حسب المنظمين، حيث تعهدوا “المقاومة” وأكدوا أن قادة اليمين المتشدد “غير مرحب بهم”.
وقالت مانون أوبري، النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي اليسارية الراديكالية: “يوجد هنا أسوأ من في اليمين المتشدد الأوروبي العنصري والكاره للأجانب والذي نعرفه جيدا”.
يأتي التجمع قبل أقل من عامين على الانتخابات الرئاسية المرتقبة في فرنسا، حيث لم يعد بإمكان الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يصور نفسه على أنه الحصن المنيع ضد اليمين المتشدد الترشح مرة أخرى؛ وفيما يرى “التجمع الوطني” بأن فرصه للفوز بالسلطة باتت أفضل من أي وقت مضى.