لوس أنجلوس , تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاستضافة المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، الذي سيُعقد في أكتوبر المقبل. هذا المؤتمر يأتي بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، أحد أُهم المجامع المسكونية في التاريخ المسيحي.
وأوضح الأنبا أبراهام اعضو اللجنة المركزية بمجلس الكنائس العالمي، في تصريحات صحفية أن هذا المؤتمر يعتبر حدثًا أكاديميًا هامًا مخصصًا لدراسة أبعاد مجمع نيقية فقط من منظور علمي، بعيدًا عن أي حوارات لاهوتية أو توصيات عقائدية بين الكنائس. وأضاف أن آخر مؤتمر لمجلس الكنائس كان قد عُقد في عام 1993، أي قبل 32 عامًا.

أسقف لوس أنجلوس يتحدث عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتاريخها في دعم مجمع نيقية
تم اختيار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاستضافة هذا المؤتمر الدولي نظراً لدورها التاريخي البارز في مجمع نيقية. فقد كانت الكنيسة القبطية أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجمع الذي عقد في عام 325 ميلاديًا، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دور محوري فيه. كما أن البابا ألكسندروس التاسع عشر كان له دور كبير في تأكيد الإيمان المستقيم، وهو ما جعل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتل مكانة كبيرة في التاريخ المسيحي.
وأشار الأنبا أبراهام إلى أن هذا المؤتمر لا يتناول مسائل لاهوتية أو روحانية بل يركز فقط على دراسات أكاديمية حول مجمع نيقية، حيث يقدم أكاديميون وباحثون من جميع أنحاء العالم أوراقًا بحثية. هذا يعكس مكانة الكنيسة القبطية التي تحظى باحترام عالمي بسبب إيمانها العميق وعقيدتها الراسخة.

مكان انعقاد المؤتمر وأهمية حضور الشخصيات الأكاديمية
من المقرر أن يُعقد المؤتمر في مركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني. وصرح الأنبا أبراهام بأن المؤتمر سيشهد حضور أكثر من 500 شخص من الشخصيات الأكاديمية واللاهوتية من مختلف دول العالم. وأضاف أن هذا المؤتمر يُعد حدثًا أكاديميًا غير مرتبط بأية قرارات لاهوتية أو توجيهات للكنائس، بل هو فرصة لمراجعة ودراسة تاريخية حول مجمع نيقية، ودوره في تحديد الإيمان المسيحي الذي لا يزال يُعتمد عليه إلى اليوم.

بعد إشادة أسقف لوس أنجلوس دور الكنيسة القبطية في الحركة المسكونية العالمية
أشار الأنبا توماس مطران القوصية ومير، وعضو اللجنتين المركزية والتنفيذية بمجلس الكنائس العالمي، إلى أن هذا المؤتمر يعكس دور الكنيسة القبطية في الحركة المسكونية العالمية، مؤكدًا على أن المجمع الذي انعقد في نيقية كان له أثر بالغ في تشكيل صيغ الإيمان المسيحي الذي يُعتَمد عليه حتى اليوم في مختلف الكنائس. وأضاف أن اختيار مصر لاستضافة هذا المؤتمر يعكس مكانتها التاريخية والدينية الكبرى في العالم المسيحي.
وفي الختام، يُعد هذا المؤتمر حدثًا أكاديميًا بالغ الأهمية ليس فقط للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل للعالم المسيحي بأسره. فهو يسلط الضوء على دور المجامع المسكونية في تشكيل الإيمان المسيحي ويُظهر عمق التراث العقائدي للكنيسة القبطية. ومع استعداد الكنيسة لتنظيم هذا الحدث الكبير، يأمل الجميع أن يكون المؤتمر فرصة لتقوية التعاون بين الكنائس وتعميق الفهم الأكاديمي المشترك بين الباحثين في مجالات اللاهوت والكنيسة.