شهدت الطريق الوطنية رقم 23 في إقليم قلعة السراغنة، حادث انقلاب دراجة ثلاثية العجلات كانت تقل 14 راكبًا باتجاه منطقة سياحية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، في حادثة أعادت الجدل حول وسائل النقل غير الآمنة المنتشرة في بعض المناطق المغربية.
وتسببت الواقعة في مصرع 8 أشخاص على الفور، بينما تعرّض الآخرون لإصابات متفاوتة الخطورة، حيث جرى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج، والخضوع للفحوص الطبية الضرورية لتقييم حالاتهم الصحية وتقديم الرعاية المناسبة للمصابين.
وفور وقوع الحادث، تحركت عناصر الأمن إلى موقع الانقلاب، وفرضت طوقًا أمنيًا لتأمين المنطقة، بينما شرعت فرق التحقيق في جمع المعطيات الميدانية لكشف ظروف الحادث والمسؤوليات المحتملة، في الوقت الذي باشرت فيه السلطات القضائية فتح ملف قضائي لمتابعة تطورات الحادث.
وأمرت النيابة العامة بمتابعة الوضع الصحي للجرحى، كما وجهت بتسريع الإجراءات القانونية المرتبطة بعملية نقل جثامين الضحايا وإنهاء مساطر الدفن، وسط حالة من الحزن التي خيمت على سكان المنطقة وأثارت موجة تضامن واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأعادت هذه الكارثة تسليط الضوء على الانتشار المقلق للدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي يستخدمها العديد من السكان في التنقل أو نقل البضائع، رغم افتقارها لشروط السلامة، حيث اعتبر مواطنون أن استمرار العمل بهذه المركبات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة مستعملي الطريق، وطالبوا بتشديد المراقبة وتفعيل القوانين الزجرية للحد من استعمالها خارج الإطار القانوني.
وفي سياق متصل، سبق للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن أعلنت في تقريرها السنوي أن عام 2023 شهد تسجيل 3.819 وفاة نتيجة حوادث السير، مشيرة إلى أن هذا النزيف البشري تسبب في خسائر اقتصادية جسيمة تجاوزت 19.5 مليار درهم، وهو ما يعكس حجم الأثر الذي تخلفه هذه الحوادث على البلاد.
وأكد التقرير نفسه أن 40% من ضحايا تلك الحوادث كانوا من مستعملي الدراجات النارية، ما يعكس الخطر المتزايد لهذه الوسيلة على السلامة المرورية، خاصة مع تزايد استخدامها في المناطق القروية والمدن الصغرى، دون توفر البنية التحتية المناسبة أو الالتزام بوسائل الحماية الفردية.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بوجود أطفال بين الضحايا في حادث قلعة السراغنة، مشيرة إلى أن الإصابات تنوعت بين جروح وكسور، الأمر الذي زاد من فداحة المأساة، ورفع من حجم الضغط الملقى على الجهات المسؤولة لاتخاذ تدابير عاجلة تحول دون تكرار مثل هذه الكوارث.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.