الدولار يتراجع وسط ترقب محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين وتباطؤ في الصادرات الصينية

الدولار ينهار أمام اليورو والين

تراجع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية اليوم الإثنين، مع انحسار موجة التفاؤل التي أثارها تقرير أقوى من المتوقع بشأن الوظائف في الولايات المتحدة، في ظل حالة من الحذر قبيل محادثات تجارية حاسمة بين الولايات المتحدة والصين من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من اليوم.

ويجتمع كبار المسؤولين من كلا البلدين في العاصمة البريطانية لندن، في مسعى لمعالجة الخلافات القائمة بشأن اتفاق أولي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف، والذي أسهم بشكل مؤقت في تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

تأتي هذه المحادثات في توقيت بالغ الحساسية للطرفين، إذ تواجه الصين ضغوطًا من الانكماش الاقتصادي والغموض المتزايد في علاقاتها التجارية، الأمر الذي يؤثر بدوره على ثقة الشركات والمستهلكين الأمريكيين، ما دفع بالمستثمرين إلى إعادة النظر في مكانة الدولار كملاذ آمن.

وقد أظهرت البيانات أن نمو الصادرات الصينية تباطأ إلى أدنى مستوياته خلال ثلاثة أشهر في شهر مايو، وسط تصاعد الإجراءات الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية، بينما سجّلت أسعار المصانع الصينية أكبر انكماش لها منذ عامين.

ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، فقد تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 34.5% على أساس سنوي في شهر مايو من حيث القيمة، وهو أكبر تراجع منذ فبراير 2020، حين أدّت جائحة كوفيد-19 إلى إرباك حركة التجارة العالمية.

سعر الدولار الأمريكي اليوم 

بلغ تراجع الدولار حوالي 0.2% مقابل الين الياباني، ليسجل 144.635 ين في أواخر التعاملات الصباحية، وذلك بعد أسبوعين متتاليين من المكاسب.

وتدرس اليابان إعادة شراء بعض السندات الحكومية طويلة الأجل التي سبق إصدارها بأسعار فائدة منخفضة، بحسب ما أفاد به مصدران مطلعان على الخطط، في خطوة تهدف إلى احتواء أي ارتفاع مفاجئ في عوائد السندات، وفقا لرويترز.

في المقابل، ارتفع اليورو قليلًا مقابل الدولار، ليسجل 1.1404 دولار، مع استمرار الأسواق في تسعير توقعات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، والتي أشارت في تقرير الأسبوع الماضي إلى اقتراب البنك من إنهاء دورة التيسير النقدي.

كما ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.3%، ليصل إلى 1.3558 دولار.

وقال خوان بيريز، مدير التداول في "مونيكس يو إس إيه" بواشنطن: "يجد الدولار صعوبة في تحديد اتجاه واضح بعد بيانات الأسبوع الماضي، ويبدو أننا دخلنا مرحلة تشبه النصف الثاني من العام، وهي الفترة التي قد يضطر فيها مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى اعتماد نهج أكثر حذرًا لدعم البيئة المالية".

وأضاف: "في نهاية المطاف، إذا كانت الولايات المتحدة ستواجه تحديات اقتصادية، فلا يوجد سبب مقنع يدعو للثقة في الدولار على المدى الطويل".

أما اليوان الصيني في الأسواق الخارجية فقد سجّل 7.18 مقابل الدولار، دون تغيّر ملحوظ خلال اليوم.

وقال كيت جوكس، كبير استراتيجيي أسواق الصرف الأجنبي في "سوسيتيه جنرال": "لا شك أن مسار المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون حاسمًا في تشكيل المزاج العام في الأسواق".

وأضاف أن عملات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومنها الين الياباني والدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، ستكون الأكثر عرضة للتقلبات استجابةً لما يصدر من عناوين رئيسية بشأن هذه المحادثات.

وقد ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.5% إلى 0.6045 دولار أمريكي، في حين ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.3% ليصل إلى 0.6515 دولار أمريكي، وذلك في ظل أحجام تداول ضعيفة بسبب عطلة عامة أغلقت خلالها الأسواق.

المحادثات في العاصمة الأمريكية واشنطن

في جانب آخر من الشأن التجاري، أشار تقرير إلى أن كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، يعتزم إجراء الجولة السادسة من المحادثات في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ومن المرتقب أن يكون تقرير التضخم في الولايات المتحدة لشهر مايو محور الأنظار في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ يسعى المستثمرون وصناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي إلى تقييم الأثر المحتمل لسياسات التجارة المقيدة على الاقتصاد.

وقد أبدى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عدم استعجالهم في خفض أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن المؤشرات على مرونة الاقتصاد قد تعزز من موقفهم الحالي.

وتُظهر العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن الأسواق تتوقع أن يبدأ البنك المركزي في خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس، مع ترجيح اتخاذ أول خطوة في أكتوبر المقبل، وفقًا لبيانات صادرة عن بورصة لندن.

ويُعد مايو هو أول شهر يظهر فيه تأثير الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بنسبة 10% على الواردات التي لا تخضع لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، ويحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى بيانات تضخم تمتد على بضعة أشهر لتقييم التأثير الفعلي لتلك الرسوم، ومدى استمراريتها، بحسب محللين في بنك ANZ.