تشهد محافظة البحيرة طفرة تنموية غير مسبوقة في مختلف القطاعات الخدمية، خاصة في القرى والمناطق الريفية، ضمت مبادرة حياه كريمة بهدف تحسين جودة الحياة وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تُلبّي طموحات المواطنين.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، أن ما تشهده المحافظة من إشعاع ثقافي وتنموي يعكس التزام الدولة بتمكين الأسرة المصرية، ورعاية الطفل، وتوفير بيئة متكاملة تضمن تنشئة صحية وتعليمية سليمة، وأضافت أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" تمضي بخطى واثقة نحو إعادة بناء الإنسان المصري من جذوره، من خلال خدمات واقعية تُرسخ العدالة الاجتماعية وتُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة المواطنين.
ومن النماذج التي تُجسد هذه الرؤية، يبرز مركز تنمية الأسرة والطفل بقرية زاوية صقر التابعة لمركز أبو المطامير، كمشروع خدمي وتنموي متكامل، يقدم حزمة شاملة من الأنشطة التعليمية والتربوية والاجتماعية، ويُعد واحد من أبرز إنجازات "حياة كريمة" على أرض البحيرة، ونموذجًا حيًا لتطوير الخدمات المجتمعية داخل الريف المصري.
حيث يعمل المركز بشكل فعّال على مدار الأسبوع، ويستقبل يوميًا الأطفال وأسرهم من داخل القرية، ويهدف أن يكون نقطة جذب، بفضل ما يقدمه من أنشطة تعليمية حديثة تناسب مختلف الأعمار، إلى جانب برامج رياضية وحركية تُعزز النمو الجسدي والعقلي، وقصص تفاعلية وورش رسم وتلوين تُنمي الخيال والإبداع لدى الأطفال.
كما يضم المركز أنشطة زراعية وترفيهية تُسهم في غرس القيم البيئية والانتماء، ويحرص على تقديم وجبات صحية متوازنة يوميًا، ويولي المركز اهتمامًا كبيرًا بالجانب الروحي من خلال تنظيم حلقات منتظمة لتحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى جلسات تخاطب لمتابعة حالات صعوبات التعلم، وندوات شهرية توعوية تستهدف الأسرة وتعالج موضوعات في التربية والصحة النفسية والاجتماعية.
ويعمل المركز من الأحد إلى الخميس، من التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا خلال فترة الصيف، ومن الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا خلال العام الدراسي، بما يراعي ظروف الأسرة ويُحقق أقصى استفادة للأطفال.
وأكدت محافظ البحيرة أن مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر يمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات المجتمعية، حيث يُقدّم برامج نوعية غير مسبوقة للأطفال والنساء، ويُجسد الأثر الحقيقي لمبادرة "حياة كريمة" كواقع ملموس يُغيّر حياة المواطنين نحو الأفضل.
مشيرة إلى أن "حياة كريمة" لم تعد مجرد مشروع لتطوير البنية التحتية، بل تحوّلت إلى مشروع وطني شامل لإعادة بناء الإنسان المصري على أسس علمية ومجتمعية قوية، من خلال الاستثمار في الأسرة والطفل باعتبارهما الركيزة الأساسية لبناء مستقبل وطن مزدهر ومستدام.