تحل اليوم 9 يونيو ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة زيزي البدراوي، إحدى أيقونات السينما المصرية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، التي لم تكتفِ بجمالها الرقيق، بل قدّمت عبر مشوارها الفني ما يزيد عن 200 عمل فني متنوع بين السينما والدراما التلفزيونية، شكلت بها بصمة لا تُنسى في وجدان الجمهور العربي.
من فدوى إلى زيزي.. بداية الحلم من بوابة الكاميرا
ولدت زيزي البدراوي في مثل هذا اليوم من عام 1944 بالقاهرة، واسمها الحقيقي فدوى جميل البيطار، بدأت مسيرتها الفنية مبكرًا بدور صغير في فيلم "بورسعيد" عام 1957 مع المخرج عز الدين ذو الفقار، ثم التقطها المخرج حسن الإمام وغيّر اسمها الفني إلى "زيزي" تيمنًا بابنته، ومن هنا بدأت مرحلة النجومية التي رسختها كوجه محبب على الشاشة الفضية.

زيزي البدراوي تتولى بطولات أمام الكبار
يستعرض موقع تحيا مصر أن زيزي البدراوي شاركت في أعمال سينمائية مهمة أمام كبار النجوم، منهم شكري سرحان، أحمد رمزي، صلاح ذو الفقار، ورشدي أباظة، من أبرز أفلامها: "البنات والصيف"، "آخر شقاوة"، "حب حتى العبادة"، "سجين الليل"، "إحنا التلامذة"، و"بين القصرين"، الأخيرين تم اختيارهما ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وكان لفيلم البنات والصيف عام 1960 دور خاص في مسيرتها، حيث وقفت فيه أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في إحدى حكايات الفيلم الثلاث، أدّت دور فتاة ترفض حب عبد الحليم، مما أثار غضب جمهوره آنذاك، خاصة أن الفيلم صُوِّر بعد نجاحاته الكبيرة، واتُهِمت حينها بأنها "كسرت قلب العندليب"، رغم أن العلاقة بينهما كانت مهنية فقط، كما أكدت في عدة تصريحات لاحقة، موضحة أنه لم يكن هناك بينهما أي ارتباط عاطفي.
حياتها الشخصية.. حب لم يكتمل وزواج انتهى بالندم
تزوجت زيزي البدراوي مرتين، الأولى من المخرج عادل صادق عام 1966، لكنه زواج لم يدم طويلًا، وانتهى بالطلاق بعد عدة سنوات، أما زواجها الثاني فكان من المحامي توفيق عبد الجليل، والذي استمر حتى عام 1988، لكنها لم تُرزق بأطفال، وفي سنواتها الأخيرة، أكدت أنها فضّلت العزلة ولم تفكر في الزواج مرة أخرى.
النهاية الحزينة.. السيجارة كانت القاتل
رغم نجاحاتها الفنية، عانت زيزي في سنواتها الأخيرة من مشكلات صحية كبيرة، نتيجة إدمانها للتدخين، حيث كانت تدخن ما يقرب من 100 سيجارة يوميًا، مما تسبب في إصابتها بسرطان الرئة وأمراض في القلب والرعاش، دخلت المستشفى في أواخر 2013، وظلت تتلقى العلاج حتى وافتها المنية يوم 31 يناير 2014.
رغم أنها لم تحظَ بالتكريم الإعلامي الكافي خلال حياتها، فإن محبي السينما ما زالوا يتذكرون زيزي البدراوي كرمز للأنوثة الناعمة والأداء الصادق، فنانة استطاعت أن تجمع بين البساطة والجرأة، بين الرومانسية والحزن، وبرحيلها، تركت فراغًا كبيرًا، إلا أن أعمالها لا تزال حية تُعرض وتُشاهد وتُحَب حتى اليوم.