في واقعة أليمة هزت المجتمع الأمريكي، لقت الفتاة رينا أورورك (19 عاماً) حتفها بعد أربعة أيام من دخولها العناية المركزة إثر ممارستها لتحدي "الهافنج" الخطير، وهو استنشاق مواد كيميائية سامة مثل بخاخات تنظيف الأجهزة الإلكترونية.
و أعلنت عائلتها وفاتها دماغياً عبر منصة "GoFundMe" في بيان مؤثر وصفت فيه ابنتهم بأنها "كانت النور في كل غرفة تدخلها"، معبرين عن ألمهم العميق وخسارتهم الفادحة، ومؤكدين عزمهم على العمل لمنع تكرار مثل هذه المآسي.
وتمثل وفاة رينا أورورك جرس إنذار صارخاً لمخاطر التحديات الرقمية التي تتحول من مجرد تسلية إلى مأساة في لحظات، في حين تواصل المنصات الاجتماعية جني الأرباح من تفاعلات المستخدمين، يدفع المراهقون حياتهم ثمناً للسعي وراء الشهرة والقبول.
الهافنج".. أخطر التحديات بين المراهقين
تحدي "الهافنج" هو أحد أخطر التحديات التي انتشرت بين المراهقين عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك، حيث يقوم المشاركون باستنشاق مواد متطايرة سامة مثل بخاخات التنظيف والغراء وغاز الولاعات، والتي تحتوي على مركبات كيميائية خطيرة كالكلوروفلوروكربون والأسيتون.
وتؤثر هذه المواد مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، مسببة تلفاً دماغياً سريعاً، اضطرابات في نظم القلب، تلف الرئتين والكبد، وقد تؤدي إلى الموت المفاجئ حتى في أول تجربة.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن ما بين 100 إلى 200 مراهق يموتون سنوياً في الولايات المتحدة بسبب استنشاق هذه المواد الكيميائية، بينما يتم إدخال آلاف آخرين إلى المستشفيات بإصابات دائمة.
رينا ليست أول الضحايا
لم تكن رينا الضحية الوحيدة لهذه الممارسات القاتلة، ففي عام 2023 توفي كايلن أوينز (17 عاماً) بعد استنشاق غاز الولاعات في تحدٍ مع أصدقائه، وفي 2022 دخلت إيما روبرتس (16 عاماً) في غيبوبة دائمة بعد استنشاق بخاخ تنظيف.
كما نقلت مجموعة من المراهقين في أوهايو إلى المستشفى عام 2024 بعد مشاركتهم في تحدي "الداستينغ" المشابه. تظهر هذه الحالات نمطاً مقلقاً لانتشار التحديات الخطيرة بين الشباب، والتي تروج لها منصات التواصل الاجتماعي رغم جهودها لحذف المحتويات الضارة، إلا أنها تعاود الظهور تحت هاشتاقات جديدة، مما يجعل مراقبتها مهمة شاقة.
دوافع المراهقين والإجراءات الوقائية
يشير الخبراء إلى أن الدوافع وراء مشاركة المراهقين في هذه التحديات تنبع من رغبتهم في الحصول على الإثارة والقبول الاجتماعي، دون إدراك كامل لعواقبها المميتة. تقول الدكتورة إيميلي سميث، أخصائية نفسية مراهقين: "المراهقون يبحثون عن الإثارة والتأييد من أقرانهم، وغالباً ما يقللون من شأن المخاطر التي قد تودي بحياتهم في لحظات".
ولحماية الشباب من هذه المخاطر، ينصح الخبراء الأسر باتباع عدة إجراءات وقائية، منها التوعية بالمخاطر الحقيقية لهذه التحديات، ومراقبة نشاط الأبناء على المنصات الاجتماعية، وتعزيز الحوار المفتوح حول ضغط الأقران وكيفية مواجهته، بالإضافة إلى الإبلاغ عن أي محتوى خطير تظهره هذه المنصات. كما تؤكد العائلات التي عانت من هذه المآسي على أهمية التوعية المجتمعية وضرورة تدخل الجهات المعنية لتنظيم المحتوى على المنصات الرقمية بشكل أكثر فعالية.
==