في عملية عسكرية قبل فجر اليوم، اقتحمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" في المياه الدولية على بُعد 160 كيلومترًا من سواحل غزة، واختطفت 12 ناشطًا دوليًا كانوا على متنها، بينهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرج، والنائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والممثل الأيرلندي ليام كانينجهام، والصحفي عمر فياض.
وفقًا لرواية "تحالف أسطول الحرية"، المنظم للرحلة حاصرت 6 زوارق حربية إسرائيلية السفينة، بينما حلقت طائرات مسيرة فوقها وألقت "مادة بيضاء مجهولة" على النشطاء، مما تسبب في تهيج عيني الناشطة ياسمين أكار وتشويش الاتصالات.
وفي اقتحام عنيف صعد عناصر من الوحدة البحرية "شايطيت 13" – المدربة خصيصًا لعمليات السيطرة على السفن – إلى "مادلين" في الساعة الثالثة فجرًا، واعتقلوا النشطاء رغم إعلانهم أنهم يحملون مساعدات إنسانية فقط.
وتم سحت السفينة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، حيث رست تحت حراسة مشددة، ونُقل النشطاء إلى قاعدة بحرية للتحقق من هوياتهم واستجوابهم.
"مادلين".. رحلة إنسانية إلى الجوعى
كانت السفينة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية مخصصة لسكان غزة، حيث يعاني 2.3 مليون فلسطيني من مجاعة حادة بعد 84 يومًا من استئناف الحرب.
وأطلق على السفينة اسم "مادلين" تيمنًا بـ"مادلين كُلاب"، أول صيادة أسماك فلسطينية في غزة، التي فقدت مصدر رزقها بعد الحرب.
مزاعم إسرائيلية حول أهداف السفينة
وصفت الخارجية الإسرائيلية الرحلة بأنها "خدعة إعلامية"، مؤكدة أن الحصار البحري يهدف لمنع وصول أسلحة إلى "حماس"، ودعت إلى توجيه المساعدات عبر "القنوات المعتمدة".
ردود دولية: إدانة وانتهاك للقانون الدولي
دانت المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي الاعتراض، مشددة أن إسرائيل "لا تملك أي سلطة قانونية لإيقاف السفينة في المياه الدولية"، وأن العملية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون البحري الدولي.
أما حركة حماس فقد طالبت بالإفراج الفوري عن النشطاء، ووصفت "مادلين" وقوافل الصمود الأخرى بأنها "شهادة على فشل الدعاية الصهيونية".
وداخل إسرائيل نقلت صحيفة "معاريف" عن قائد سابق للبحرية الإسرائيلية وصفه العملية بأنها "غير ضرورية"، وكان يجب حل الأزمة دبلوماسيًا.
مصير النشطاء والمساعدات
أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن النشطاء "بخير" وسيُرحلون عبر مطار بن جوريون بعد استكمال الاستجوابات في أسدود، أما المساعدات الإنسانية، فقد أعلنت إسرائيل أنها ستوجهها إلى "مراكز توزيع معتمدة" في غزة، دون توضيح آلية وصولها للسكان.
الأسطول الـ36 لكسر الحصار
"مادلين" هي السفينة الـ36 التي يرسلها "تحالف أسطول الحرية" منذ عام 2007، حين فرضت إسرائيل حصارًا بحريًا على غزة، وقد سبق أن تعرضت سفينة "الضمير" التابعة للتحالف لهجوم بطائرة مسيرة في مايو 2025، مما أدى إلى إشعال النار فيها.