في ذكرى رحيل محمود المليجي سر منحه لقب شرير الشاشة

في ذكرى رحيل محمود المليجي سر منحه لقب شرير الشاشة
في ذكرى رحيل محمود المليجي سر منحه لقب شرير الشاشة

محمود المليجي , في مثل هذا اليوم من عام 1983، غاب عن عالم الفن واحد من أبرز أعمدته، الذي توفي عن عمر ناهز 72 عامًا، بعدما خلّف وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا يزيد عن 750 عملًا، تنقل خلالها بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة. وُلد في 22 ديسمبر عام 1910 بحي المغربلين في القاهرة، بينما تعود أصول عائلته إلى قرية مليج بمحافظة المنوفية، والتي حمل اسمها ككنية له طيلة حياته.

بدأت مسيرته الفنية في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، حيث التحق بفرقة الفنانة فاطمة رشدي، ثم عمل في فرقة يوسف وهبي كمُلقن مسرحي. ورغم بساطة الأدوار التي بدأ بها، فإن انطلاقته الحقيقية جاءت في فيلم “وداد” عام 1936 أمام كوكب الشرق أم كلثوم، ليفتح له هذا الدور الباب أمام مستقبل فني لامع.

محمود المليجي
محمود المليجي

محمود المليجي نجم الأدوار المركبة.. من الشر إلى الفلاح الطيب

اشتهر الفنان الراحل بلقب “شرير الشاشة المصرية”، بفضل براعته في تجسيد أدوار الأشرار، حيث أضفى على شخصياته عمقًا جعل المشاهدين يهابونه رغم تعلقهم به. ومع ذلك، لم يحصر نفسه في هذا النوع من الأدوار، بل نجح في تقديم شخصيات إنسانية مليئة بالمشاعر، أبرزها شخصية “محمد أبو سويلم” في فيلم “الأرض” من إخراج يوسف شاهين، وهو الدور الذي اعتبره الكثيرون – بمن فيهم المليجي نفسه – واحدًا من أعظم ما قدم طوال مشواره الفني.

شارك أيضًا في أفلام بارزة مثل “العصفور”، “عودة الابن الضال”، و”حدوتة مصرية”، بالإضافة إلى أعماله التلفزيونية التي منها “أحلام الفتى الطائر” و”القط الأسود”، التي أبرزت قدراته المتنوعة كممثل شامل يستطيع أداء الأدوار الدرامية بنفس كفاءة الأدوار القاسية.

 

رحيل مفاجئ لـ محمود المليجي
رحيل-مفاجئ-لـ-محمود-المليجي

رحيل مفاجئ لـ محمود المليجي ومشهد لا يُنسى

في 6 يونيو 1983، أثناء تصوير مشاهده الأخيرة في الفيلم التليفزيوني “أيوب” مع الفنان عمر الشريف، وبينما كان الجميع يستعد لاستكمال التصوير، جلس في استراحة قصيرة وطلب فنجان قهوة. ثم دار بينه وبين " target="_blank">عمر الشريف حديث بسيط قال فيه: “الحياة دي غريبة… الواحد بينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر”، قبل أن يُسند رأسه على يديه ويبدأ في إصدار صوت أشبه بالتشخير.

ظن فريق العمل في البداية أنه يُجسد مشهدًا تمثيليًا، لكن المفاجأة كانت صادمة، حيث تبين أنه قد فارق الحياة في تلك اللحظة، دون مقدمات، في واحد من أكثر المشاهد واقعية وتأثيرًا في تاريخ الفن المصري، وكأنه اختار أن تكون نهايته أمام الكاميرا التي أحبها، وبين زملائه الذين شهدوا تألقه لسنوات طويلة.

 

شرير الشاشة
شرير الشاشة

إرث خالد في ذاكرة الفن المصري

رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله ، فإن اسمه لا يزال حاضرًا في ذاكرة المصريين والعرب. فقد كان فنانًا استثنائيًا، يجمع بين الحضور القوي، والموهبة الفذة، والتنوع في الأداء. ترك خلفه مكتبة من الأعمال الخالدة التي تواصل التأثير في أجيال جديدة من الفنانين والمشاهدين، مثبتًا أن الفن الصادق لا يموت، وإن رحل أصحابه بأجسادهم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جامعة حلوان تقود الابتكار الهندسي المستدام
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية