أخبار عاجلة

"الباز ونجم" صراع القلم.. وخسارة الضجيج

"الباز ونجم" صراع القلم.. وخسارة الضجيج
"الباز ونجم" صراع القلم.. وخسارة الضجيج

شهدت الساحة الإعلامية مؤخرًا أزمة حادة بين الدكتور محمد الباز ونوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.

لم تكن مجرد خلاف، بل أثارت نقاشًا عميقًا حول حرية التعبير وحدود النقد الصحفي، وحق الأفراد في حماية سمعة ذويهم. وفي غمار هذه الأزمة، ظهرت تجاوزات مؤسفة من صغار الكتاب والصحفيين بحق الدكتور الباز، ما يؤكد أن المقامات محفوظة.

الأزمة في جوهرها
تجسدت الأزمة في مقال نشره الدكتور الباز في ملحق "حرف" بجريدة الدستور بعنوان "الفضائحي"، تضمن عبارات اعتبرتها نوارة نجم مسيئة لوالدها، كاتهامات بالتزوير ووصفه بـ "صعلوك" وبأن بداياته كانت "نفاقًا". دفعتها هذه العبارات لتقديم شكوى، وصدر حكم قضائي بحبس الباز، وهو ما تعتبره دفاعًا مشروعًا عن إرث والدها.

من جانبه، دافع الدكتور الباز عن مقاله، مؤكدًا أنه يندرج تحت حرية الرأي والتعبير ويعبر عن قناعاته وتحليله لتجربة نجم. وقد قام بحذف بعض المقاطع لاحقًا تقديرًا لمشاعر أسرة نجم، لكنه ظل متمسكًا بحقه في الاستئناف، رافضًا الحبس في قضايا النشر ومؤكدًا أن مقاله يجب أن يُقرأ نقديًا لا اتهاميًا.

تدخلت نقابة الصحفيين، مؤكدة رفضها للعقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر. وقد استجابت نوارة نجم لنداء النقابة وتنازلت عن الشق الجنائي، مع احتفاظها بالحق المدني.

رؤية قانونية: دفاع عن حرية القلم
من منظور قانوني، تثير الأزمة تساؤلات حول توازن قوانين النشر مع الحق الدستوري في حرية الصحافة والتعبير. نؤمن بأن حرية التعبير ركيزة أساسية، وأن قلم الكاتب يجب أن يظل طليقًا في تناول القضايا والشخصيات العامة، حتى لو كان النقد حادًا. الدكتور الباز وقلم "حرف" في الدستور يمثلان هذا الصوت الجريء الذي يعبر عما يختلج في صدور الكثيرين.

تعاطفنا مع الدكتور الباز ينبع من موقف مبدئي بحماية حرية القلم الصحفي من القيود التي قد تحوله إلى جريمة يعاقب عليها بالسجن. يجب أن يكون الجزاء في هذه القضايا مدنيًا (تعويضًا)، وليس سلب الحرية، لضمان استمرار تدفق الأفكار والنقاشات النقدية.

وفي الوقت ذاته، نؤكد على احترامنا الكامل لإرث الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم وأسرته الكريمة. فالنقد الموجه لشخصية عامة لا ينبغي أن يطال الأعراض أو يمس الكرامة الشخصية. هناك خط رفيع بين نقد العمل الفني والخوض في الحياة الشخصية، وهو خط يجب أن يظل واضحًا.

تداعيات الأزمة: من خسر حقًا؟
تترك هذه الأزمة تساؤلات مهمة للمشهد الإعلامي: إلى أي مدى يمكن تناول سيرة شخصية عامة دون الوقوع في فخ التجريح؟.

وفي خضم هذه المعركة، من الضروري أن نتذكر أن التجاوزات اللفظية، خاصة من قبل من هم أقل خبرة، لا تخدم سوى تأجيج الصراعات. فالمقامات محفوظة، والأستاذية تُكتسب بالعمل الجاد، لا بالهجوم الأعمى.

ربما فاز الباز أو نوارة نجم، لكن الخاسر الأكبر هو كل من انحاز على غير بصيرة، وأطلق العنان لضجيج من الإساءات لا تستند إلى مهنية. هؤلاء خسروا مصداقيتهم واحترام زملائهم، لأنهم نسوا أن الأخلاق تسبق الأقلام، وأن الانحياز الأعمى لا يصنع إلا مزيدًا من الخصومة.

هذه الأزمة تذكير بضرورة الموازنة بين حرية التعبير واحترام الخصوصية، ودعوة للجميع إلى التحلي بالرصانة والمهنية.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 47 مترجمة للعربية
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية