أخبار عاجلة
سعر الذهب في مصر يقفز 31% منذ بداية 2025 -

مصر تختتم بنجاح مفاوضات الانضمام إلى هورايزون أوروبا

مصر تختتم بنجاح مفاوضات الانضمام إلى هورايزون أوروبا
مصر تختتم بنجاح مفاوضات الانضمام إلى هورايزون أوروبا

أعلن الاتحاد الأوروبي ومصر عن اختتام مفاوضات انضمام مصر إلى برنامج "هورايزون أوروبا"، وهو البرنامج الإطاري الرائد للاتحاد الأوروبي لتمويل البحث والابتكار، في خطوة تُعد إنجازًا بارزًا يعزز الشراكة العلمية بين الجانبين. 

ووفقًا لبيان صادر عن سفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، نشرته صحيفة "ويك إند" الفرنسية بتاريخ 10 أبريل 2025، وتم توقيع الاتفاقية بالأحرف الأولى في بروكسل بحضور مفوضة الشركات الناشئة والبحث والابتكار إيكاترينا زاخارييفا، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور أيمن عاشور، مما يمهد الطريق لتعاون أعمق في مجالات حيوية مثل الطاقة، التغير المناخي، والأمن الغذائي.

يُعد "هورايزون أوروبا" البرنامج التاسع ضمن سلسلة البرامج الإطارية للاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار، وقد بدأ تنفيذه في عام 2021 ويستمر حتى 2027 بميزانية ضخمة تصل إلى 95.5 مليار يورو، مما يجعله أكبر برنامج من نوعه على مستوى العالم.

 يهدف البرنامج إلى تعزيز الابتكار العلمي ودعم التنمية المستدامة من خلال تمويل مشاريع بحثية وتكنولوجية طموحة، مع التركيز على التحديات العالمية مثل تغير المناخ، التحول الرقمي، الصحة العامة، والأمن الغذائي. ومن خلال انضمام مصر إلى هذا البرنامج، تفتح الباب أمام باحثيها ومؤسساتها الأكاديمية والصناعية للمشاركة في شبكة بحثية عالمية المستوى، والاستفادة من التمويل الأوروبي والخبرات التقنية المتقدمة.

بدأت المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي في أكتوبر 2024، حيث أبدت مصر التزامًا قويًا بتعزيز التعاون الدولي في مجال البحث العلمي. وقد أشرف على هذه المفاوضات وفد مصري رفيع المستوى برئاسة الدكتور عبد الحميد الزهيري، وبدعم من وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، الذي أكد خلال لقائه بمفوضة الاتحاد الأوروبي في بروكسل على أهمية الاستفادة المتبادلة من البرنامج لدعم الاقتصاد القائم على المعرفة. من جانبها، رحبت إيكاترينا زاخارييفا بانضمام مصر، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستعزز التعاون في قطاعات حيوية، وستفتح آفاقًا جديدة للابتكار المشترك، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة والعالم.

يوفر انضمام مصر إلى "هورايزون أوروبا" فرصًا غير مسبوقة للباحثين المصريين، حيث سيتمكنون من الوصول إلى مرافق بحثية متطورة في أوروبا، والمشاركة في مشاريع تعاونية مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والصناعية. كما سيتمكنون من التقدم بطلبات للحصول على منح تمويل تنافسية تدعم مشاريع في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية، إدارة الموارد المائية، والطاقة المتجددة. هذه الفرص لن تقتصر على الأفراد فحسب، بل ستشمل أيضًا الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز من قدرة مصر على بناء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة.

من الناحية الاستراتيجية، يتماشى انضمام مصر إلى البرنامج مع رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للبحث والابتكار. فمن خلال التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ستتمكن مصر من الإسهام في معالجة قضايا إقليمية وعالمية مثل ندرة المياه، الأمن الغذائي، وتغير المناخ، وهي تحديات تؤثر بشكل مباشر على المنطقة العربية وإفريقيا. على سبيل المثال، يمكن للباحثين المصريين المشاركة في مشاريع تهدف إلى تطوير تقنيات زراعية مستدامة أو حلول لإدارة الموارد المائية بكفاءة، مما يدعم الاقتصاد المصري ويعزز الأمن الغذائي في المنطقة.

لم يقتصر التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي على "هورايزون أوروبا"، بل يمتد إلى سوابق ناجحة في إطار برنامج "هورايزون 2020"، سلف البرنامج الحالي، حيث شاركت مصر في 51 مشروعًا بحثيًا في قطاعات مثل المياه، الطاقة، والصحة. هذه التجربة السابقة عززت من ثقة الجانبين بإمكانيات التعاون، وساهمت في بناء قدرات بحثية محلية أسهمت في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الوطنية. ومع انضمام مصر إلى "هورايزون أوروبا"، من المتوقع أن يتوسع نطاق هذا التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي قطاعات تشهد نموًا متسارعًا في مصر.

على المستوى الاقتصادي، من المتوقع أن يسهم انضمام مصر إلى البرنامج في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة، خاصة في القطاعات القائمة على التكنولوجيا والابتكار. كما سيعزز البرنامج من قدرة الشركات المصرية على المنافسة في الأسواق العالمية من خلال تطوير منتجات وخدمات مبتكرة. على سبيل المثال، يمكن للشركات الناشئة في مجال الطاقة المتجددة أن تستفيد من التمويل الأوروبي لتطوير تقنيات جديدة، مما يدعم جهود مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة.

من جانب آخر، يعكس هذا الإنجاز التزام مصر بتعزيز مكانتها على الساحة العلمية الدولية، حيث تسعى إلى أن تكون مركزًا للابتكار في المنطقة. وقد أشادت سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر، أنجلينا آيخهورست، بهذا الإنجاز، مؤكدة أن انضمام مصر إلى "هورايزون أوروبا" سيفتح الباب أمام تعاون أوثق في مواجهة التحديات المشتركة. كما أكدت أن هذا التعاون سيعزز من قدرة الجانبين على إيجاد حلول مبتكرة لقضايا مثل الهجرة، التكنولوجيا الحيوية، والبنية التحتية الرقمية.

في الختام، يمثل اختتام مفاوضات انضمام مصر إلى "هورايزون أوروبا" خطوة تاريخية تعزز من مكانة مصر كشريك رئيسي في البحث والابتكار على المستوى الدولي. هذا الإنجاز لا يقتصر على فتح آفاق جديدة للباحثين والمؤسسات المصرية، بل يعكس أيضًا التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة والإسهام في مواجهة التحديات العالمية. ومع بدء تنفيذ هذه الشراكة، ستكون مصر في صدارة الدول التي تسعى إلى بناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار، مما يعزز من آفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في السنوات القادمة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ضبط "الاستغلال القانوني" لسيارات الدولة يتطلب تفعيل آليات رقابية صارمة
التالى زيزو يطالب بـ 70 مليون.. والزمالك يرد: مستحقاتك لا تتجاوز 10 ملايين