قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إن التقوى هي الطريق إلى النجاح، وهي جوهر الدين ووسيلة النجاة في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أنها تعني الالتزام بدين الله والعمل بشريعته، خوفًا من عقابه ورغبة في ثوابه.
خطبة عرفة
وأضاف فضيلته: "اتقوا الله من خلال تنفيذ أوامره وترك نواهيه، فإن الله يحب المتقين، وجعل العاقبة للتقوى"، موضحًا أن التقوى هي سبب الحصول على خيري الدنيا والآخرة، وهي علامة المؤمنين وسر استقامتهم وثباتهم.
تحظى خطبة عرفة بأهمية كبيرة لدى المسلمين، حيث يجتمع الحجاج في يوم عرفة المبارك على صعيد واحد في عرفات للدعاء والذكر والتقرب إلى الله، بغض النظر عن أعراقهم وثقافاتهم وألوانهم، وتعدد لغاتهم، يستمع الجميع إلى خطبة واحدة تُبث مباشرة إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم مع ترجمتها إلى عدة لغات.
تتضمن خطبة عرفة مضامين وأسسًا تعزز التعايش والسلام، وتدعو الحجاج إلى التعاون والتعاضد، لخلق بيئة روحية تعبُدية، وتعزيز القيم الإسلامية والآداب الشرعية، والحفاظ على شعيرة الحج.
وألقي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة يوم عرفة لهذا العام من مسجد نمرة، وهو الموقع التقليدي لإلقاء هذه الخطبة العظيمة التي تُعد من أبرز الأحداث الدينية في العالم الإسلامي، تم اختيار الشيخ بن حميد لإلقاء الخطبة وفقًا للتوجيهات الملكية التي أعلن عنها رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، ويُعتبر هذا التكليف تتويجًا لمسيرة الشيخ العلمية والدعوية، كما يؤكد مكانة الخطبة بوصفها مناسبة محورية في شعائر الحج.
تم اختيار الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد لإلقاء خطبة هذا العام نظرًا لعمق علمه وتأثيره الكبير، بالإضافة إلى خبرته الواسعة في تناول القضايا الشرعية والاجتماعية بأسلوب متوازن وشامل، فهو داعية وخطيب سعودي، وأستاذ جامعي، وعضو في هيئة كبار العلماء في السعودية.
يُعد يوم عرفة من أعظم الأيام في السنة لدى المسلمين، إذ يتجلّى فيه فضل الله ورحمته بشكل يفوق التصور، ويترقبه المسلمون حول العالم ليكونوا على موعد مع لحظة روحانية نادرة، يُرجى فيها قبول الدعوات، وغفران الذنوب، وتبديل الأقدار إلى ما يسر القلوب.
عرفة.. يوم لا يُضاهى حتى بليلة القدر
رغم ما تحمله ليلة القدر من فضل، فإن يوم عرفة يكتسب مكانة فريدة لا تقل شرفًا، خاصة في جانب الدعاء؛ فقد رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، ليصبح بذلك هذا اليوم من أعظم مواسم الدعاء والرجاء، إذ تنتظر القلوب فيه النفحات الربانية، وتغتسل الأرواح بندى المغفرة.