أخبار عاجلة
تكريم خاص في الطريق لديفيد بيكهام (تفاصيل) -

ماكرون وأوروبا مقابل إسرائيل والولايات المتحدة.. من سينتصر؟

ماكرون وأوروبا مقابل إسرائيل والولايات المتحدة.. من سينتصر؟
ماكرون وأوروبا مقابل إسرائيل والولايات المتحدة.. من سينتصر؟

في سياق الحرب المستمرة في غزة، اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواقف متزايدة الحدة تجاه إسرائيل، مما أدى إلى توترات دبلوماسية مع تل أبيب وحليفتها الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نشره موقع "نيوز.آذ"، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واختطاف العشرات، دعم ماكرون إسرائيل في البداية، ولكنه سرعان ما صعّد انتقاداته للحصار الإنساني على غزة، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 50 ألفًا، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع. 

وفي مقابلة مع قناة TF1 في مايو 2024، دعا ماكرون إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية، واصفًا تصرفات حكومة نتنياهو بـ"المخزية". 

ردت إسرائيل باتهام ماكرون بشن "حملة صليبية" ضد الدولة اليهودية، معلنة خططًا لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وهي خطوة أثارت إدانات لمخالفتها قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر المستوطنات غير قانونية.

 يعكس هذا التحول سعي ماكرون لتعزيز دور فرنسا كقوة دبلوماسية تدعم حل الدولتين، مع إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية قبل نهاية 2025.

أوروبا: انقسامات ودعوات لتغيير السياسة تجاه تل أبيب
تأتي مواقف ماكرون ضمن تحول أوروبي أوسع تجاه إسرائيل. في مايو 2024، انضمت إسبانيا وأيرلندا ونرويج إلى 143 دولة في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين كدولة مستقلة مع القدس الشرقية عاصمة لها، مما أثار غضب إسرائيل.

 المملكة المتحدة، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، علقت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية ومنع المساعدات الإنسانية، حيث أشار وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أن سياسات نتنياهو تعزل إسرائيل عالميًا. 

حتى ألمانيا، الحليف التقليدي لإسرائيل، أبدت قلقًا من خلال المستشار فريدريش ميرز، الذي انتقد خطط إسرائيل للسيطرة على أجزاء كبيرة من غزة، قائلًا إنه "لم يعد يفهم" أهدافها، وفقًا لتصريحاته في منتدى WDR الأوروبي.

 ومع ذلك، تظل أوروبا منقسمة، حيث تحافظ ألمانيا على دعمها لإسرائيل، مما يعيق جهود ماكرون لتوحيد موقف الاتحاد الأوروبي.

 ويستغل ماكرون استطلاعات الرأي، مثل تلك التي أظهرت أن 54% من الشباب البريطانيين يعارضون وجود إسرائيل، لتعزيز دعوته لمؤتمر دولي برعاية فرنسا والسعودية من 17 إلى 20 يونيو 2025 لإحياء حل الدولتين، وهي مبادرة وصفها السفير الأمريكي لإسرائيل، مايك هاكابي، بـ"غير المناسبة"، ساخرًا بأن على فرنسا "تخصيص جزء من الريفييرا الفرنسية" لإقامة دولة فلسطينية.

إسرائيل والولايات المتحدة: تحالف استراتيجي
تظل الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل، حيث أكدت إدارة بايدن دعمها "الثابت كالصخر" بعد هجوم أكتوبر 2023، وواصلت إدارة ترامب تعزيز هذا التحالف. 

تعتمد إسرائيل على الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لمواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك انتقادات ماكرون. وقد رد نتنياهو بحدة على فرنسا، مؤكدًا أن إسرائيل تأسست بحرب 1948 وليس فقط بقرار الأمم المتحدة، في محاولة لتأكيد استقلالية قراراتها. كما أعلن عن خطط لبناء مستوطنات جديدة رغم الإدانات الدولية.

 وانتقد السفير هاكابي مبادرة المؤتمر الدولي، معتبرًا أنها تأتي في وقت غير مناسب بينما إسرائيل في خضم الحرب. وأشار ترامب إلى أن أي عقوبات على إسرائيل ستواجه عواقب، مما يعزز موقف إسرائيل في مواجهة الضغوط الأوروبية. 

ومع ذلك، فإن الجهود الإسرائيلية الأمريكية المشتركة لتوصيل المساعدات إلى غزة لم تحقق نجاحًا كبيرًا، حيث أدت بعض الحوادث إلى مقتل عشرات المدنيين، مما زاد من انتقادات أوروبا.

من سينتصر؟
الصراع بين رؤية ماكرون لأوروبا مستقلة تدافع عن حل الدولتين وتحالف إسرائيل والولايات المتحدة يعكس انقسامات عميقة حول النظام العالمي. 

ماكرون يراهن على تعبئة الرأي العام الأوروبي، خاصة استياء الشباب، ودعم دول مثل السعودية لدفع مبادرته، لكنه يواجه تحديات داخلية بسبب الانقسامات الأوروبية ومقاومة شرسة من إسرائيل وأمريكا. 

ويثير تقرير نيوز.آذ تساؤلات حول دوافع ماكرون، مشيرًا إلى أن مبادرته قد تكون محاولة لتعزيز مكانة فرنسا كقائدة أوروبية، مستغلًا مشاعر معادية للسامية في بعض الأوساط الأوروبية، بدلًا من رغبة حقيقية في حل الأزمة الفلسطينية. 

في المقابل، تمنح الولايات المتحدة إسرائيل ميزة استراتيجية بثقلها الاقتصادي والعسكري، لكن تغيرات الرأي العام العالمي والضغوط الاقتصادية قد تضعف هذا التحالف على المدى الطويل.

 المؤتمر الدولي المقرر في يونيو 2025 قد لا يحقق نتائج ملموسة، كما حدث في مؤتمرات سابقة مثل برن بشأن أوكرانيا، خاصة مع استمرار دعم أمريكا لإسرائيل وقدرة الأخيرة على تحمل العقوبات. "الانتصار" قد يعتمد على قدرة كل طرف على تحقيق أهدافه دبلوماسيًا دون تصعيد الصراع إلى مواجهة شاملة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزيرة التضامن تطمئن على حجاج الجمعيات الأهلية وتوجه بتوفير كامل الخدمات داخل المخيمات بمشعر عرفات
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية