أخبار عاجلة
في لاڤيينا .. العيد عيد البقاء في المحترفين -

جمعيات بيئية تشيد بالتنفيس على النظام الإيكولوجي بتعليق شعيرة النحر

جمعيات بيئية تشيد بالتنفيس على النظام الإيكولوجي بتعليق شعيرة النحر
جمعيات بيئية تشيد بالتنفيس على النظام الإيكولوجي بتعليق شعيرة النحر

قال فاعلون بيئيون في المغرب إن “تعليق النحر أثناء صبيحة عيد الأضحى سوف يشكّل ‘فرصة تنفيس’ للنظم الإيكولوجية المغربية، المتعبة أصلا نتيجة الضغوط المناخية والمخلّفات الموسمية التي تتكاثر خلال المناسبة”، مسجّلين أن “الخطوة توفّر بعدا حكيما يشبه ‘استراحة بيئية’، قد تعيد رسم علاقة المغاربة بمحيطهم الطبيعي؛ فالبلد سيعيش، هذه المرة، ‘العيد الكبير’ دون ضغط النفايات والدماء والروائح”.

“راحة بيئية”

قال مصطفى العيسات، رئيس جمعية البساط البيئي الأخضر، إن القرار الملكي القاضي بتعليق شعيرة النحر هذه السنة يعدّ، وفق تعبيره، “خطوة حكيمة”، ليس “فقط على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، بل أيضا من الزاوية البيئية البحتة”، معتبرا أن “الأثر البيئي لهذه الشعيرة ظل حاضرا بقوة في النقاش الذي تتزعمه الحركات البيئية الوطنية، خاصة في ظل الضغوط المناخية التي تواجهها بلادُنا، والنقص الذي ضرب القطيع الوطني منذ كوفيد-19”.

وشدّد العيسات، ضمن تصريحه لهسبريس، على أن “المغرب شهد تراجعا ملحوظا في تنوّعه البيولوجي، حيث كنّا نمتلك سلالات محلية من الأغنام والماعز ارتبطت بالطبيعة المغربية وتوازناتها؛ لكن هذا الرصيد الطبيعي بدأ يتآكل تحت تأثير تحديات مركّبة”، معتبرا أن “غياب الذبح هذه السنة سيكون بمثابة ‘راحة بيئية’، إذا صحّ هذا التعبير، خصوصا بحكم الضغط الذي كان يقع على الموارد المائية صبيحة العيد، وظاهرة التلوث التي تنتعش خلال اليوم”.

وأوضح المتحدث أن “مناسبة عيد الأضحى تُعدّ من أكثر الفترات التي تتعرّض فيها البيئة لضغط كبير”، مشيرا إلى أنه “في القرى كما في المدن، تُخلّف عمليات الذبح آثارا مباشرة على النظام البيئي، سواء عبر الدماء التي تتسرّب إلى شبكة الصرف الصحي وتتطلب معالجة خاصة، أو عبر عملية شيّ الرؤوس التي تنتج عنها مخلفات صلبة وروائح خانقة”، وزاد: “نفايات المواشي تُرمى غالبا في أماكن خلاء دون أي تدبير محكم؛ مما يسبّب روائح كريهة وتلوّثا بصريا وصحيا يستمر لأيام”.

وتابع رئيس جمعية البساط البيئي الأخضر: “بالإضافة إلى ذلك، يُسجَّل يوم العيد سنويا أعلى معدلات استهلاك المياه في السنة، وهو ما يزيد من الضغط على الموارد المائية، خصوصا في سياق الجفاف وشحّ المياه الذي تعيشه البلاد”، مضيفا أنه “في السنوات الماضية، رُصدت حالات لتغيّر لون مياه بعض الأنهار إلى الأحمر، نتيجة تسرّب الدماء والنفايات؛ وهو ما يشكّل خطرا حقيقيا على النظم المائية وعلى صحة المواطنين”.

وأجمل العيسات قائلا: “من هذا المنطلق، فإن تعليق شعيرة النحر هذه السنة، وهي سُنّة مؤكّدة وليست فريضة، يُعدّ خطوة استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحفاظ على التوازنات البيئية الوطنية، وتُرسل رسالة واضحة حول ضرورة التكيّف مع التحديات البيئية، ومراجعة بعض الممارسات التقليدية بما ينسجم مع المصلحة العامة وضمان التنمية المستدامة، حفاظا على الحق في بيئة سليمة وآمنة”.

“واقع مستقبلي مغاير”

رشيد فاسح، رئيس جمعية بييزاج للبيئة، سجّل بدوره أن العيد هذه السنة، بحكم “الخصوصية البيئية” التي يقترحها، يُعدّ فرصة لـ”إعادة النظر في بعض الممارسات الموسمية التي راكمت آثارا سلبية”، مسجّلا أنه “على مدى سنوات، كانت فترة العيد تُسجَّل فيها أعلى نسب النفايات ومخلّفات الذبح؛ مما يُرهق قدرات الجماعات المحلية ويفرض تدخلات استثنائية لمواجهة مشاهد غير لائقة”.

وأكّد فاسح، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “هذه السنة ستقلّ مشاهد تراكم جلود الأضاحي التي تُترك لتتعفّن في الشوارع، وانتشار الأشلاء في الأحياء، وظهور الروائح الكريهة والذباب، إلى جانب المطارح العشوائية التي لا تُراقب بشكل جيد”، مشيرا إلى “تراجع مظاهر التجارة الموسمية غير المنظمة، التي كانت تحتل الأرصفة وتشوّه الفضاءات العامة، وغالبا ما تُخلّف وراءها فوضى ونفايات. كما ستبقى الشوارع نظيفة نسبيا، دون الحاجة إلى تعبئة استثنائية لعمّال النظافة، الذين يجدون أنفسهم في العادة في حالة استنفار طيلة أيام العيد”.

وأوضح المتحدث أن “هذا التوقف فرصة لالتقاط الأنفاس، خصوصا للفئات التي تشتغل في النظافة، أو في المصالح التقنية، والتي لا تعيش نفس أجواء العيد كباقي المواطنين بسبب حجم الضغط والتدخلات الميدانية المرتبطة بتدبير نفايات الذبح ونتائجه”، مضيفا أن “الحرص على نظافة الأماكن العامة ومساعدة عمّال النظافة مسؤولية جماعية يجب أن يتحمّلها كل فرد في المجتمع، خاصة في المناسبات التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة، مثل صبيحة العيد”.

وأشار المتحدث إلى أن “هدر المياه والتلوث البصري الذي يرافق عيد الأضحى من الضروري فتح النقاش بشأنه بعد ما سنُسجّله هذه السنة من تحسّن”، وقال: “على الرغم من أن يوما واحدا قد يبدو شيئا عاديا، فإن سلوك بلدٍ بأكمله خلال صبيحة العيد يمكن أن يُخلّف آثارا بيئية وخيمة إذا لم يُراعَ فيه احترام البيئة والنظام العام. إنّ حماية البيئة لا تقتصر على القوانين؛ بل تبدأ من وعي الفرد، وتنتهي بجهد المجتمع بأكمله”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الأسهم اليابانية تهبط بضغط الحذر من توقعات الاقتصاد الأمريكي
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية