تصريح مثير للجدل وإجازة رسمية.. القصة الكاملة لأزمة الشيخ محمد أبو بكر

 أثار قرار وزارة الأوقاف بنقل الشيخ محمد أبو بكر، إمام وخطيب مسجد جاد الرب التابع لمديرية أوقاف القاهرة، إلى مديرية أوقاف الوادي الجديد، جدلاً واسعاً في الأوساط الدعوية، حيث وصفه المحامي أحمد مهران بأنه قرار تعسفي وغير قانوني.

وكانت الإدارة العامة للموارد البشرية بالوزارة قد أصدرت القرار رقم 543 لسنة 2024، الذي قضى بنقل الشيخ أبو بكر إلى مكان عمله الجديد، على أن يبدأ تطبيق القرار اعتبارًا من الثاني من يونيو 2025، ضمن حركة تنقلات شملت مجموعة من الأئمة والخطباء.

وعلق الشيخ محمد أبو بكر، إمام مسجد الفتح بمنطقة رمسيس في القاهرة، على هذا القرار عبر صفحته على "فيسبوك"، مؤكداً أن نقله إلى الوادي الجديد جاء بسبب سفره لأداء فريضة الحج هذا العام.

وقال الشيخ محمد أبو بكر: "قرار نقلي من إمامة هذا الصرح العظيم إلى محافظة الوادي الجديد كان فقط بسبب سفري لأداء الحج، رغم أنني قدمت ما يثبت أنني محرم لزوجتي التي أدت الفريضة هذا العام".

الشيخ محمد أبو بكر قد أثار جدلاً قبل أيام من صدور قرار نقله

وكان الشيخ محمد أبو بكر قد أثار جدلاً قبل أيام من صدور قرار نقله، إثر تصريحاته حول ملابس الأم أمام أبنائها الذكور، حيث قال: "يا ست الكل يا أمي: ابنك يا إما يكون في مرحلة التمييز التي يبدأ فيها فهمه للحياء والحرام، وعندها لا يجوز أن تجلسي أمامه بملابس ضيقة، بل تحترميه ولو بجزء من ملابسك".

وأضاف: "أما إذا كان قد بلغ الحلم، فلا يجوز له أن يرى منك سوى شعرك ورقبتك، والوجه والكفين فقط، فغير ذلك يثير الشهوة".

وأصدر وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، قراراً بنقل عدد من كبار الأئمة بعد مخالفتهم قرار الوزارة الأخير الذي حظر السفر لأداء الحج دون استكمال الإجراءات القانونية والحصول على الموافقات الرسمية.

الشيخ محمد أبو بكر يودع مسجد الفتح 

وودع الشيخ محمد أبو بكر مسجد الفتح قائلاً: "وداعاً أيها الجامع العريق، دخلتُه وأنا شاكي النفس، وكنت أود البقاء في جامع الناصر صلاح الدين بالمنيل، ولكن قدّر الله غير ذلك. كانت فترة خدمتي في مسجد الفتح مليئة بالأحداث، حيث أصبح يوم الجمعة حدثاً بارزاً يحضره جمهور من مختلف المحافظات، رغم أن الموقع في ميدان رمسيس لا يجذب عادة جمهوراً ثابتاً، ولكن بفضل الله وفضل الله على هذا المسجد صار له جمهور مخلص إلى حد أني كنت أشفق على رجال الأمن من كثرة الحضور".

وأضاف الشيخ محمد أبو بكر: "كما كنت أدهش من حرص الناس على حضور الدروس اليومية والالتزام بها. لم أغادر المسجد بمحض إرادتي، وإنما القدر كان له القول الفصل، وأنا على يقين أن الله لا يضيع أجر من صدق في نيته وعمله، سيظل جامع الفتح في قلبي، وستظل دعوات أهله لي قوتي في مسيرتي".

وتابع: "أرى في نقلي إلى الوادي الجديد هبة من الله، رغم أنني لا أفهم الحكمة من ذلك الآن، ولكن أعلم أن الله أعلم بحكمه، وقوله تعالى والله يعلم وأنتم لا تعلمون يعينني على ذلك، وربما يكون هذا النقل بداية لمرحلة جديدة في حياتي، ومواجهة لتحديات جديدة في سبيل الله".

وأشار الشيخ محمد أبو بكر إلى أنه كان قد حصل على إذن رسمي من جهة عمله لأداء الحج، وقد قدم كل المستندات التي تثبت صحة موقفه، والتزامه بالقوانين، رغم صدور قرار المنع قبل سفره بيومين فقط، ومحاولته تأجيل موعد رحلته بلا جدوى.

وختم قائلًا: "وداعًا لهذا الصرح العريق الذي لم أقصر فيه سواء في العمل الدعوي أو الإداري أو حتى في النظافة والصيانة، حيث كنت أتبرع من مالي الخاص دون كلل، وإن لم ألقَ لقاءً فيه مجدداً، فلنلتقِ بإذن الله في جنات الخلد، وأشكر كل من ساعدني من الجهات الأمنية والتنظيمية، وأشكر جمهوري الغالي الذي سأظل دائماً أشعر بقرب دعواته".

من جانبها، أصدرت وزارة الأوقاف، بياناً توضيحياً حول ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بشأن نقل بعض الأئمة من مديرياتهم إلى مديريات أخرى.

وأكدت الوزارة في بيانها أن اتخاذ قرار الندب من اختصاصها القانوني، ويهدف إلى تحقيق مصلحة العمل فقط دون أي دوافع أخرى.

وحثت الوزارة الجميع على تحري الدقة في النشر، والاعتماد على المعلومات الرسمية، داعية إلى الثقة في رؤية الوزارة في تنظيم العمل بما يخدم المصلحة العامة.

ووجهت وزارة الأوقاف الشكر لجميع أئمتها الذين يؤدون واجبهم بدقة والتزام، معززين بذلك قيم الإحسان والإتقان.

وكانت الوزارة قررت نقل عدد من الأئمة إلى محافظات نائية بعد مخالفتهم تعليمات منع السفر لأداء الحج دون موافقة الجهات المختصة.

اقرأ أيضًا:

وحدة طب أسرة الخادمية تنضم لقائمة المنشآت المعتمدة صحيًا بكفر الشيخ

الشيخ خالد الجندي للشباب: انتهزوا يوم عرفة لتغيير السلبيات في حياتكم

المئات يشيعون جثمان المحامي أحمد عبد الحميد وسط حالة من الحزن بكفر الشيخ