
في سياق تنفيذ توجيهات الملك محمد السادس القاضية بإلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى لهذه السنة، شهدت مدينة سبت أولاد النمة، بإقليم الفقيه بن صالح، صباح اليوم الأربعاء، حملة مراقبة ميدانية واسعة استهدفت العشرات من محلات بيع اللحوم والمطاعم بالمدينة، وذلك لمنع الذبيحة السرية والتصدي لأي محاولة لذبح الأغنام والماعز خارج الأطر القانونية.
مصدر مطلع أفاد هسبريس بأن الحملة نُفذت تحت إشراف قائد المقاطعة الثانية، وبدعم من عناصر القوات المساعدة، وأعوان السلطة، حيث تم تفتيش وحدات التبريد التي تُستخدم لحفظ اللحوم داخل المحلات، ومراجعة وثائق التزود ومدى احترام أصحاب المحلات للقرارات المعمول بها خلال هذه المرحلة الخاصة.
وأكد المصدر ذاته أن الحملة تأتي في إطار تنفيذ صارم للقرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى للسنة الجارية 1446هـ، وهي مبادرة تهدف إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي ترهق كاهل المواطنين، وحماية الثروة الحيوانية التي تضررت بفعل توالي سنوات الجفاف والظروف المناخية الصعبة.
وأسفرت الحملة عن معاينة مدى التزام المهنيين، مع السماح فقط ببيع بعض اللحوم المتبقية والمُثبت خضوعها للمراقبة البيطرية بالمجزرة الجماعية، مع تشديد صارم على منع بيع أي لحوم ناتجة عن ذبح عشوائي أو سرّي، خاصة لحوم الأغنام والماعز، نظراً لارتباطها المباشر بموسم العيد.
وتأتي هذه التحركات في وقت أعلنت فيه جماعات ترابية عدة، من بينها جماعة سوق السبت أولاد النمة، عن إلغاء تنظيم “رحبة المواشي” بشكل مؤقت خلال هذه الفترة، التزاماً بالتعليمات الملكية، وحرصاً على ضبط السوق المحلي وتفادي أي ممارسات غير قانونية قد تضر بالصحة العامة أو تُشجّع على خرق القرار.
وبحسب الباهي رحال، فاعل سياسي، فإن هذه الخطوات تعكس يقظة السلطات وجديّتها في تنزيل التوجيهات الملكية ميدانيًا، كما تساهم في منع أي تلاعب بمشاعر المواطنين أو استغلالهم من طرف سماسرة الأضاحي والذبيحة السرية، في ظل وضع اقتصادي واجتماعي حساس تمرّ به البلاد.
جدير بالذكر أن قرار إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى لهذه السنة، رغم ما تحمله هذه المناسبة من رمزية دينية واجتماعية عميقة، حظي بتفهم واسع من طرف ساكنة الإقليم، التي عبّرت عن تقديرها للمقاربة الحكيمة والإنسانية التي اعتمدها الملك محمد السادس، باعتبارها تجسيدًا لانشغاله الدائم بكرامة المواطن واستقرار الوطن في ظل الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة.