عُقد أمس في نادي ضباط القوات المسلحة الإيطالية بشارع 20 سبتمبر مؤتمر "الإرهاب والحرب والأديان"، بتنظيم من منظمة العدل والسلام Jus et Pax، وبدعم من الاتحاد الوطني للشرطة المحلية في إيطاليا، والجمعية الأخلاقية، والرئاسة الوطنية لاتحاد المكرّمين في الجمهورية.
المتحدثون الرئيسيون:
استضاف المؤتمر مجموعة من المتحدثين البارزين، منهم:
د. دانييل جاروفالو – محلل وباحث في مجال الإرهاب
د. ماسيميليانو مانشيني – محاضر في التدريب القانوني والنفسي
البروفيسور دي أوتو – جامعة بولونيا
الإمام د. نادر العقاد – مستشار الشؤون الدينية والإفتاء لدى مسجد روما الكبير
الأسقف لويس ميغيل بيريا كاستريلون – الأسقف العام للكنيسة الأنجليكانية في أوروبا
بدأ المؤتمر بكلمة الدكتور أندريا ماريني سيرا، مدير منظمة Jus et Pax، فيما أدار الجلسة الصحفي والمراسل الحربي السابق في تلفزيون RAI، إيتوري جواستالا.
أبرز الشخصيات الحاضرة:
سعادة السفير عبد الله السبوسي – سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إيطاليا
اللواء جوزيبي بينفينوتو
العقيد توني كابوريلا – من لجنة تقييم رقباء الجيش
العميد الركن فرانشيسكو جريكو – نائب رئيس إدارة الشؤون العامة الخامسة
العميد الركن ماسيمو مارسيدو – نائب رئيس الأركان لإعداد القوات
الأميرال البحري موريزيو كاناروزو
القسيس جيانفرانكو بيلوتو – النائب الأسقفي للجيش
العقيد جينيروسو ميلي – مدير نادي ضباط القوات المسلحة
وعدد من ممثلي الصحف المصرية
كلمة الإمام د. نادر العقاد:
استهل الإمام كلمته بتلاوة الآية الكريمة: "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم". وتناول العلاقة بين الإرهاب والحرب والأديان، مؤكدًا ضرورة التفريق بين الإسلام والإرهاب، ومشيرًا إلى أن المجتمعات المسلمة غالبًا ما تتحمل تبعات أعمال العنف المتطرفة.
وأوضح العقاد أن الأديان تعاني من تحريف بسبب التفسيرات الخاطئة، مؤكدًا أن الإسلام يعزز قيم السلام والتسامح والتعايش، وأن العنف يمثل خيانة واضحة لتعاليم الإسلام.
وأعرب عن شكره لدولة الإمارات على رعايتها لوثيقة الأخوة الإنسانية، التي وُقعت في أبوظبي عام 2019 بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب، مشيرًا إلى ما تحمله من رسائل واضحة عن حرمة القتل واحترام الحياة، مستشهدًا بالآية: "ومن قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا".
وشدد العقاد على أن الأديان لا تحرض على الحرب أو الكراهية، بل إن الكوارث تنبع من تفسيرات منحرفة وظروف سياسية واقتصادية معقدة. كما دعا إلى وقف استغلال الأديان لنشر التطرف والعنف.
التجربة المصرية في مكافحة التطرف:
أشاد العقاد بتجربة الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف، خاصة من خلال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي تأسس عام 2015 ويعمل بـ12 لغة. كما أبرز جهود دار الإفتاء المصرية من خلال تأسيس مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا عام 2022، وشارك العقاد في مؤتمره التأسيسي في القاهرة.
وأشار إلى البرامج التدريبية التي يقدمها المركز للأئمة وقادة الجاليات المسلمة، والتي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح ودعم الاندماج الإيجابي في المجتمعات.
لفتة رمزية وإنسانية:
في ختام المؤتمر، قام الصحفي إيتوري جواستالا بتقديم نسخة من القرآن الكريم، تم العثور عليها تحت أنقاض مسجد دُمّر خلال صراعات طائفية في أفريقيا، كرمز للسلام والأمل.
أعرب الإمام العقاد عن امتنانه لهذا الإهداء، معلنًا أن النسخة ستُحفظ بعناية في مكتبة مسجد روما الكبير، كمظهر من مظاهر التقدير الإيطالي للمقدسات الإسلامية ودعوة للتعايش بين الأديان.
اختُتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات، والدعوة إلى ترسيخ قيم السلام، والتفاهم، والاحترام المتبادل. وشكّلت مبادرة إهداء نسخة من القرآن الكريم رسالة قوية ضد الفكر المتطرف، وسعيًا صادقًا نحو عالم أكثر أمنًا وإنسانية.