اقرأ في هذا المقال
- يتسارع نمو سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا
- توفّر محطات الكهرباء الافتراضية كميات ضخمة من الكهرباء وقت الحاجة
- انتشار الطاقة المتجددة يدعم سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا
- انتشار الطاقة المتجددة يؤدي إلى زيادة تعقيد إدارة الشبكة
يتسارع نمو سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا، بوصفها أداة فاعلة يمكن التعويل عليها وقت الحاجة لإتاحة كميات ضخمة من الكهرباء عندما تكون الإمدادات محدودة، أو حتى تخزين تلك السلعة عندما تتجاوز كمية الكهرباء المولّدة من طاقة الشمس والرياح الطلب.
والمحطات الافتراضية ظهرت قبل أكثر من 40 عامًا، وهي أجهزة صغيرة لإنتاج الكهرباء وتخزينها، مثل الخلايا الشمسية والبطاريات، يجري توصيلها ببعضها لخدمة الشبكة الكهربائية، ويمكن استغلال الكهرباء المولّدة منها في أوقات ذروة الطلب، أو يمكن حتى تخزينها للاستعمال لاحقًا.
ويأتي النمو في سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا مدعومًا بمحركات رئيسة، بما في ذلك زيادة انتشار مصادر الطاقة المتجددة والحاجة الملحّة إلى تعزيز مرونة الشبكة؛ بهدف سد الطلب المتنامي في دول القارة.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُتوقع نمو سوق محطات الكهرباء الافتراضية عالميًا من 5.01 مليار دولار في عام 2024 إلى 16.65 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 22.3%.
5 مليارات دولار
لامست قيمة سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا 1.50 مليار دولار أميركي في عام 2024، ومن المتوقع أن تلامس 4.76 مليار دولار بحلول عام 2030، بنمو سنوي مركب نسبته 21.30%، وفق تقرير حديث صادر عن شركة "ريسيرش آند ماركيتس"، وهي واحدة من كبريات مؤسسات أبحاث السوق في العالم، ومقرها مدينة دبلن الأيرلندية.
ويأتي النمو في قيمة سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا مدعومًا بعوامل عديدة، بما في ذلك الدمج المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة عبر القارة العجوز، وزيادة الطلب على مرونة الشبكة واستقرارها، وكذلك زيادة معدلات استعمال تقنيات الشبكة الذكية.
كما تُتيح زيادة معدلات استعمال المركبات الكهربائية في أوروبا فرصةً ذهبيةً لمحطات الكهرباء الافتراضية لدعم البنية التحتية لشحن السيارات منخفضة الانبعاثات عبر تحقيق التوازن في معادلة العرض والطلب وتحسين طرق توزيع الكهرباء.
ومع ذلك، فإن التناقضات التنظيمية والافتقار إلى سياسات موحّدة في البلدان الأوروبية تُعد قيدًا يُبطئ نشر هذا النوع من المحطات.

دمج الطاقة المتجددة
يقود الدمج المتزايد لمصادر الطاقة النظيفة النمو في سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا؛ فبموجب توجيه الطاقة المتجددة، يتعيّن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الوصول بنسبة استهلاك الطاقة المتجددة إلى 42.5% بحلول عام 2030، وهو المستهدف الذي يتطلّب وجود أنظمة مرنة مثل محطات الكهرباء الافتراضية؛ بهدف إدارة الأصول المتجددة الموزعة ودمجها بكفاءة.
وتؤدي محطات الكهرباء الافتراضية دورًا حيويًا عبر تجميع تلك الأصول للمحافظة على توازن الشبكة وخفض درجة التفاوت في توليد الكهرباء، ووفق وكالة البيئة الأوروبية إي إي إيه (EEA)، نمت حصة الطاقة المتجددة من 23% في عام 2022 إلى 24.5% في العام التالي (2023)؛ ويُعزى هذا بوجه عام إلى التوسع في تركيبات الطاقة الشمسية التي صُمّمت المحطات المذكورة من أجل تنسيقها وتحسينها.
ويبرز الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر سوق مصادر متجددة في العالم، مع توقعات بتسارع نمو السعة حتى عام 2030، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع استمرار هذا النمو، ستُصبح محطات الكهرباء الافتراضية مهمةً بصفة متزايدة في تمكين التكامل السلس لسعة المصادر المتجددة الجديدة في البنية التحتية للطاقة في أوروبا.
شبكة معقّدة
يؤدي انتشار الطاقة المتجددة إلى زيادة تعقيد إدارة الشبكة؛ ما يجعل استقرار الشبكة ومرونتها من الأولويات الرئيسة المطروحة على أجندة الحكومات الأوروبية.
وتواجه محطات الكهرباء الافتراضية تلك المعضلة عبر تحقيق توازن في توليد الكهرباء النظيفة ذات الطبيعة المتقطعة من طاقة الشمس والرياح بوساطة استعمال أنظمة تخزين الكهرباء الفاعلة.
فعلى سبيل المثال حصلت شركة إليسا (Elisa) -وهي شركة خدمات رقمية فنلندية- على تمويل حكومي قدره 3.9 مليار يورو (4 مليارات دولارات أميركي) بهدف التوسع في نظام تخزين الكهرباء الموزعة الخاص بها إلى 150 ميغاواط/ساعة؛ ما يجعلها أكبر شركة طاقة موزعة في أوروبا.
*(اليورو = 1.13 دولارًا أميركيًا)
وتسلّط مثل تلك الابتكارات الضوء على مدة قدرة محطات الكهرباء الافتراضية على تحقيق الاستقرار في الشبكة عبر الاستجابة في وقت حقيقي لاختلال التوازن بين العرض والطلب؛ ما يقلّص الاعتماد على محطات الكهرباء التقليدية، ويمكن عمليات شبكة أكثر نظافةً عبر دول القارة العجوز.

قيد إضافي
إلى جانب تعقيدات الشبكة الناتج عن زيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة، تبقى التناقضات التنظيمية قيدًا إضافيًا آخر يعرقل ازدهار سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا
ففي الوقت الذي حدّد فيه توجيه الطاقة المتجددة -مثلًا- هدفًا موحدًا للطاقة النظيفة لعام 2030، يتفاوت التنفيذ على المستوى الوطني؛ ما أسفر عن دعم غير متكافئ لتكامل برامج الطاقة المتجددة.
إلى جانب ذلك، تستهدف لائحة الكهرباء (الاتحاد الأوروبي) 2019/943 تعزيز مرونة الشبكة والاستجابة للطلب، لكنها تفتقر إلى التنفيذ المُنسّق بين الدول الأعضاء.
ولائحة الكهرباء المذكورة هي لائحة صادرة عن البرلمان الأوروبي، وتتعلّق بتنظيم سوق الكهرباء المحلية في الاتحاد الأوروبي؛ إذ تحدد المبادئ الرئيسة لتشغيل أسواق الكهرباء، بما في ذلك تشجيع تحرير الأسعار، وتطوير مصادر توليد أكثر مرونة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.قيمة سوق محطات الكهرباء الافتراضية في أوروبا من تقرير منشور على موقع شركة "ريسيرش آند ماركيتش".