ضحية عاصفة الإسكندرية أنت فين يامحمد .. اتأخرت ليه؟” .. “أنا في الطريق للبيت”، كانت هذه آخر كلمات تبادلها محمد علي إبراهيم بريقع، سائق التاكسي السكندري، مع زوجته “سلمى” في مكالمة هاتفية مقتضبة حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم السبت إلا أن القدر كان يخبئ له ولأسرته فصلا مأساويا حيث لم يعد إلى منزله وأطفاله كما وعد زوجته بسبب ما وصف بـ إعصار الإسكندرية.
ضحية عاصفة الإسكندرية ليلة من الرعب والقلق في انتظار عائل الأسرة
مرت الدقائق ثقيلة على الزوجة “سلمى” وطفليها “علي” البالغ من العمر ست سنوات و”منى” الرضيعة ذات الخمسة أشهر فمع حلول الساعة الثانية صباحا وجدت نفسها وحيدة تواجه أصوات العواصف المرعبة والأمطار الغزيرة التي كانت تهطل بلا هوادة بين جدران منزلهم الكائن في شارع 30 بمنطقة العصافرة شرقي الإسكندرية ساد الرعب والخوف أرجاء المنزل تارة من شدة العواصف التي لم تشهدها المدينة من قبل وتارة أخرى بسبب القلق المتزايد على عائل المنزل الوحيد حاولت سلمى الاتصال بزوجها مرارا وتكرارا إلا أن هاتفه كان دائما خارج نطاق الخدمة حتى تلقت اتصالا هاتفيا من رقم الإسعاف وكان المتحدث هو زوجها محمد بصوت يملؤه الألم والخوف قائلا: “ألحقوني التاكسي ولع بيا تعالوا المستشفى”.
رواية الزوجة عن تفاصيل الحادث الأليم
تروي الزوجة “سلمى محمود” في تصريحات تفاصيل ما حدث قائلة إن زوجها محمد كان في طريقه إلى المنزل قبل اشتداد العاصفة إلا أنه بالقرب من شارع الإقبال استقل معه فتاتان تحملان جنسية عربية سيارة التاكسي وطلبتا منه التوجه إلى أقرب ماكينة صراف آلي (ATM) لسحب بعض الأموال فتوجه بهما إلى شارع الإقبال وتضيف الزوجة نقلا عما رواه لها زوجها قبل أن يتم منع الزيارة عنه بسبب حالته الصحية الحرجة أن الأمطار والعاصفة كانت قد بدأت بالفعل في ذلك الوقت وكانت كل ماكينات الصراف الآلي قد تعطلت عن العمل ومع غزارة الأمطار توقف محمد بسيارة التاكسي في شارع الإقبال بالقرب من خط الترام أسفل أحد العقارات قبل أن تتسبب شدة الأمطار في سقوط سور من الطابق الرابع بالعقار الذي أجبرتهم الأمطار على التوقف بجواره مباشرة.
