في تطور سياسي مهم تشهده العاصمة السودانية، أدى الدكتور كامل الطيب إدريس، مساء اليوم، اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء السودان، وذلك أمام رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مراسم رسمية نُظّمت في القصر الجمهوري بالخرطوم.
الأزمات الأمنية والاقتصادية
ويأتي تكليف إدريس برئاسة الحكومة في وقتٍ بالغ الحساسية، إذ تشهد البلاد تصاعدًا في حدة الأزمات الأمنية والاقتصادية، واستمرارًا للنزاع المسلح في عدد من الأقاليم، أبرزها إقليم كردفان، مما يضع الحكومة المرتقبة أمام تحديات جسيمة تتطلب معالجات جذرية وسريعة.
وعقب أدائه القسم، عقد إدريس جلسة مباحثات مطوّلة مع البرهان، تناولت الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب بحث سبل التهدئة في المناطق المضطربة، ومناقشة الأولويات الوطنية للمرحلة القادمة.
وفي أول تصريحاته الرسمية، وجه إدريس شكره إلى القيادة السودانية على منحه الثقة، مؤكدًا التزامه بتسخير خبراته الدولية في سبيل دعم استقرار البلاد ووضع أسس راسخة للسلام والتنمية، مشيرًا إلى أن السودان بحاجة إلى تكاتف وطني شامل لعبور المرحلة الحرجة التي يمر بها.
ينتمي إدريس إلى منطقة الدورات بولاية دنقلا شمال البلاد، وينتمي إلى مجتمع النوبة. حصل على شهادة القانون من جامعة القاهرة، ودبلوم في الحقوق من جامعة الخرطوم، وسبق له أن شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) في جنيف، وكان عضوًا بلجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، ما أكسبه خبرة قانونية ومكانة دولية رفيعة.
الاصطفافات السياسية التقليدية
ويترقب الشارع السوداني أداء إدريس بتفاؤل نسبي، باعتباره شخصية مستقلة ونزيهة، بعيدة عن الاصطفافات السياسية التقليدية، ومن أبرز التحديات التي تنتظره: تشكيل حكومة كفاءات، تحسين الأحوال المعيشية، إغاثة مئات الآلاف من النازحين داخليًا، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، لا سيما في الخرطوم، إلى جانب استعادة هيبة الدولة في المناطق المضطربة.
وبين تحديات الداخل وضغوط الخارج، يبدأ إدريس مهمته في إدارة مرحلة فارقة من تاريخ السودان المعاصر، وسط آمال بتحقيق انفراجة وطنية شاملة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.