في ظل تنامي أهمية قطاع التعدين محليًا وإقليميًا، تتميّز أبرز 5 مناجم في الإمارات بوصفها محورًا إستراتيجيًا في دعم الاقتصاد غير النفطي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي من المواد الخام الحيوية.
ويُعدُّ استعراض هذه المواقع منجمًا للبيانات الاقتصادية والجيولوجية، ما يعكس التوجه الرسمي لتطوير القطاع، ويحقّق قيمة مضافة ضمن رؤية الدولة الصناعية حتى عام 2030.
وتبدأ رحلة أبرز 5 مناجم في الإمارات من إمارة رأس الخيمة، وتحديدًا من منطقة خور خوير الصناعية، التي تضم واحدًا من أكبر محاجر الحجر الجيري في العالم، وتشمل القائمة كذلك مناجم ومقالع في إمارات الفجيرة والشارقة، تُمثّل ركيزة أساسية في صناعات البناء والطاقة والبنية التحتية.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كثّفت الحكومة الاتحادية، في السنوات الأخيرة، استثماراتها في قطاع التعدين، إذ تهدف إلى رفع إسهامه في الناتج المحلي غير النفطي إلى 5% بحلول عام 2030.
ويأتي ذلك في إطار خطة إستراتيجية تشمل تطوير الموارد المعدنية الوطنية، واستكشاف معادن جديدة مثل الذهب والنحاس، فضلًا عن تطوير البنية التحتية الداعمة.
وتُعدّ الإمارات بيئة أعمال جاذبة للاستثمار التعديني، بفضل ما تمتلكه من بنية لوجستية متقدمة، وموانٍ تصديرية مجهّزة، وأطر تشريعية مرنة، ولعل وجود أبرز 5 مناجم في الإمارات يعكس هذا الواقع بوضوح، ويبرز دور القطاع في تزويد الصناعات المحلية والخارجية بمواد أولية حيوية.
محجر خور خوير
يأتي محجر خور خوير في رأس الخيمة على رأس قائمة أبرز 5 مناجم في الإمارات، وهو يُدار من قِبل شركتي "ستيفن روك" و"راك روك".
ويتميّز المحجر بطاقة إنتاجية تفوق 60 مليون طن سنويًا، واحتياطي يُقدّر بنحو 2.5 إلى 4 مليارات طن من الحجر الجيري عالي الجودة، إذ يُستعمل الحجر الجيري المستخرج في صناعات الإسمنت، والخرسانة، والزجاج، والكيماويات.
ويقع المحجر بالقرب من ميناء صقر، ويضم ميناءً خاصًا من 9 أرصفة، مما يُتيح تصدير أكثر من 70% من الإنتاج إلى أسواق الخليج والهند.

مقلع الغيل
في جنوب إمارة رأس الخيمة، يقع مقلع الغيل للدولوميت، الذي يُعد من أبرز 5 مناجم في الإمارات من ناحية الجودة والإنتاجية.
ويصل حجم إنتاجه السنوي إلى 15 مليون طن مع خطط لرفعه إلى 20 مليونًا، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُستعمل مواده في صناعة الفولاذ والبناء، ويُصدَّر جزء كبير منها إلى الهند ودول آسيا.

مقالع الجابرو
تُعد مقالع الجابرو في إمارة الفجيرة من بين أبرز 5 مناجم في الإمارات، إذ تشمل شركات مثل "دوحة للمحاجر"، و"راج ستونز"، و"سنا كراشرز".
وتحتوي هذه المقالع على احتياطيات ضخمة تُستعمل في صناعة الخرسانة والطرق والجسور، وتُصدر إلى الخليج وآسيا.
وفي هذا السياق، يبرز مقلع دوحة باحتياطي 72 مليون طن، في حين تمتلك سنا كراشرز مساحة تفوق 1.45 مليون متر مربع.
مقلع الطين
يمثّل مقلع الطين في الفجيرة إحدى ركائز أبرز 5 مناجم في الإمارات، إذ يمد سوق البناء المحلية بالطين المستعمل في صناعة الطوب والقرميد.
ويُستعمل الطين المستخرج في الإمارات ومحيطها الخليجي، ويُعدّ مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لمشروعات البناء التقليدية والحديثة على السواء.
محاجر الدولوميت والحجر الرملي
تحتضن الإمارات الشمالية، لا سيما الفجيرة ورأس الخيمة، مجموعة من المحاجر المهمة التي تُنتج صخور الدولوميت، والحجر الرملي، والكوارتزيت.
وتُستعمل هذه المواد في صناعات الزجاج والسيراميك وبعض التطبيقات الكيميائية، وتدير شركات مثل "أوركس" و"باور إنترناشيونال" عمليات إنتاج عالية الكثافة في هذا المجال.
محاجر الفجيرة
تضم الفجيرة عددًا من أهم مواقع التعدين، ومن أبرزها محجر الفجيرة الوطني، الذي ينتج الركام والرمل المكسّر المستعمل في مشروعات البنى التحتية.
كما تستضيف الإمارة شركات، مثل "أوركس" و"الدوحة للمحاجر"، التي تنتج الجابرو والحجر الجيري، وتتمتع بقدرة تصديرية كبيرة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا.
وتشير بيانات الشركات العاملة إلى وجود احتياطيات ضخمة تتجاوز عشرات الملايين من الأطنان، تُستعمل في دعم مشروعات البناء الإقليمي، وتوفّر آلاف فرص العمل في الإمارة.
مناجم الذهب والنحاس
على الرغم من عدم وجود مناجم نشطة حاليًا للذهب أو النحاس، فإن الإمارات بدأت دراسات جيولوجية لاستكشاف هذه الموارد، لا سيما في المناطق الشرقية الحدودية مع سلطنة عُمان.
وقد أُعلنت اكتشافات أولية لرواسب ذهبية في أبوظبي، وتخضع حاليًا للتحليل والتقييم قبل بدء أي أعمال تجارية.

قطاع التعدين في الإمارات
تحظى أبرز 5 مناجم في الإمارات بدعم تشريعي من وزارة الطاقة والبنية التحتية، التي تعمل على تحديث القوانين وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة ببنية لوجستية متطورة تشمل المواني والطرق وشبكات الطاقة.
تشير التقديرات الرسمية إلى أن قيمة واردات الصناعات الاستخراجية التعدينية في الإمارات تبلغ نحو 558 مليون دولار، وتخطّط الدولة لإحلالها بمنتجات محلية بحلول 2026.
وتُقدّر استثمارات الدولة في المشروعات التعدينية الخارجية والداخلية بأكثر من 4 مليارات دولار، منها مصنع لمعالجة الليثيوم بقيمة 1.4 مليار دولار في أبوظبي.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية أبرز 5 مناجم في الإمارات في تنفيذ هذه الرؤية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الواردات، وخلق فرص وظيفية جديدة، والإسهام في تطوير الصناعات الحديثة مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
- المصادر: